Maqowamat al-Da'iyah al-Najeh fi Dhaw' al-Kitab wa al-Sunnah
مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة
Penerbit
مطبعة سفير
Lokasi Penerbit
الرياض
Genre-genre
بالهداية، فاستجاب الله دعاءه، وحصل على ثمرة الصبر والتأني وعدم العجلة، فقد رجع الطفيل إلى قومه، ورفق بهم، فأسلم على يديه خلق كثير، ثم قدم على النبي ﷺ وهو بخيبر، فدخل المدينة بثمانين أو تسعين بيتًا من دوس، ثم لحقوا بالنبي ﷺ بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين (١).
الله أكبر! ما أعظمها من حكمة أسلم بسببها ثمانون أو تسعون أسرة.
وهذا مما يوجب على الدعاة إلى الله ﷿ العناية بالحلم في دعوتهم، ولا يحصل لهم ذلك إلا بفضل الله ثم معرفة هدي النبي ﷺ في دعوته.
الصورة الرابعة: مع من أراد قتل النبي ﷺ -
روى البخاري ومسلم، عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: غزونا مع رسول الله ﷺ قِبَلَ نجد (٢)، فأدركنا رسول الله ﷺ في وادٍ كثير العضاه، فنزل رسول الله ﷺ تحت شجرة، فعلّق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلّون بالشجر، قال: فقال رسول الله ﷺ: «إن رجلًا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتًا (٣) في يده، فقال لي: من يمنعنك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، قال: فشام (٤) السيف، فها هو ذا جالس»، ثم لم يعرض له رسول الله ﷺ (٥).
_________
(١) انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي، ١/ ٣٤٦،وزاد المعاد، ٣/ ٦٢٦،والإصابة في تمييز الصحابة، ٢/ ٢٢٥.
(٢) وقع في رواية البخاري التصريح باسمها «ذات الرقاع»، انظر: البخاري مع الفتح، ٧/ ٤٢٦.
(٣) والسيف صلتًا: أي مسلولًا. انظر: شرح النووي، ١٥/ ٤٥.
(٤) شام السيف: أي رده في غمده. انظر: المرجع السابق، ١٥/ ٤٥.
(٥) البخاري، كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، برقم ٢٩١٠، وكتاب المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، برقم ٤١٣٦، ومسلم، واللفظ له، كتاب الفضائل، باب: توكله على الله - تعالى -، وعصمة الله - تعالى - له من الناس، برقم ٨٤٣، وأحمد،
٣/ ٣١١، ٣٦٤.
وانظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها للميداني، فقد ذكر رواية مطولة عزاها لأبي بكر الإسماعيلي في صحيحه، ٢/ ٣٣٥.
1 / 115