157

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Penyiasat

إياد خالد الطباع

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Lokasi Penerbit

دمشق

النَّوْع الْحَادِي عشر الاغترار بالعزم على التَّقْوَى وبالعزم على الْأَفْعَال الرضية وَالْأَحْوَال السّنيَّة كالبصر والتوكل وَالرِّضَا وَالْإِخْلَاص وَغير ذَلِك من الْأَحْوَال الْعلية وبالعزم على ترك الْأَخْلَاق الدنية كالغضب والحسد والرياء
ويظن كل من هَؤُلَاءِ أَنه من أهل مَا عزم عَلَيْهِ بِمُجَرَّد عزمه فَإِذا سنحت لَهُ الْأَسْبَاب الْمُقْتَضِيَة للمعزوم جَاشَتْ عَلَيْهِ نَفسه فَخرج عَمَّا عزم عَلَيْهِ إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِهِ فَيَزْدَاد غروره لاعْتِقَاده أَنه من أهل مَا عزم عَلَيْهِ
مِثَال ذَلِك أَن يعزم على الصَّبْر على مَا يُصِيبهُ فَإِذا حضر مَا يصبر عَلَيْهِ كَذبته نَفسه وَجَزِعت
وَكَذَلِكَ يعزم على الْإِخْلَاص فَإِذا وجد من يرائيه جَاشَتْ نَفسه إِلَى الرِّيَاء وَحَمَلته عَلَيْهِ
وَكَذَلِكَ يعزم على الرِّضَا بِالْقضَاءِ فَإِذا نزل الْقَضَاء كَانَ من أَسخط النَّاس بِهِ وتنتفي الْغرَّة بذلك بِأَن يتامل التَّفْرِقَة بَين الْعَزْم وَبَين المعزوم عَلَيْهِ فَيعلم أَن الْعَزْم على الْإِخْلَاص لَيْسَ بإخلاص وعَلى التَّوَكُّل لَيْسَ بتوكل وعَلى الْحلم لَيْسَ بحلم وعَلى الصَّبْر لَيْسَ بصبر وعَلى الرِّضَا لَيْسَ بِرِضا وَأَنه مغرور بِعَمَل لم يصدر مِنْهُ بِخِلَاف من تقدم ذكره من المغرورين فَإِنَّهُم صدرت مِنْهُم أَعمال وأحوال اغتروا بهَا واعتمدوا عَلَيْهَا
النَّوْع الثَّانِي عشر الاغترار بستر الله تَعَالَى على الذُّنُوب والعيوب وبإمهاله عَن الْمُؤَاخَذَة مَعَ تَضْييع كثير من حُقُوق الله تَعَالَى ظنا مِنْهُ أَن الله

1 / 168