117

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Penyiasat

إياد خالد الطباع

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Lokasi Penerbit

دمشق

ومناها فَكيف لَا تحذر مِمَّن هَذَا شَأْنهَا وَقد شهد عَلَيْهَا خَالِقهَا بِأَنَّهَا أَمارَة بالسوء كَمَا شهد على الشَّيْطَان أَنه يَأْمر بالسوء والفحشاء
إِن تيقظت لمعادك شغلتك عَن ذَلِك بالفكر فِي شهواتها وَأمر دنياها فَإِن قهرتها بعقلك نازعتك أَشد الْمُنَازعَة حَتَّى لَا يَخْلُو شَيْء من صلواتك من فكرها فِي هَواهَا وَأمر دنياها وَلَو عاملك بعض أعدائك بِمَا تعاملك بِهِ على الدَّوَام لأبغضته ومقته وقاطعته وهجرته وَلَكِن هَذَا عَدو لَا تقدر على مقاطعته وَلَا على مهاجرته إِذْ لَا يمكنك مفارقتها وَلَا يجوز لَك قَتلهَا فَهِيَ الْعَدو الملازم الَّذِي لَا يُفَارق وجهادها أعظم من جِهَاد الْكفَّار لِأَنَّك إِذا قتلت عَدوك الْكَافِر أجرك الله على ذَلِك وَإِن قَتلك أَعْطَاك الله تَعَالَى منَازِل الشُّهَدَاء وَلَو قتلتك نَفسك أَو قتلتها لخسرت الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فشرها قَائِم وغرورها دَائِم
فَيَنْبَغِي لَك أَن تقَابل شَرها وغرورها بقمع أوصافها وردع أخلاقها حَتَّى تسوقها إِلَى الله ﷿ وَهِي كارهة
فَعَلَيْك بِأخذ حذرك مِنْهَا متوكلا على رَبك لَا على حذرك وَهِي مَعَ هَذِه الْأَوْصَاف الخسيسة والأخلاق الذميمة إِذا وفقك الله تَعَالَى لشَيْء من الطَّاعَة وابتغاء مرضاته على خلاف غرضها نسبت ذَلِك إِلَى نَفسهَا ونسيت

1 / 128