الأعراض.
ومن جيد التشبيه قول ابن الخوارزمي فيه:
أما ترى الزعفران الغصن تحسبه ... جمرا بدي في رماد الفحم مضطرما
كأنه بين أوراق تحف به ... طرايف الخال في خدين قد نظما
وما عيانا ومسكا نشر رائحة ... في طيبه وكذال المسك كان دما
الزباد
وأما أنت أيها الزباد وإن اشتهرت في كل ناد، بين كل حاضر وباد، فلست تعد مع هؤلاء الأقران، لأنه لم يرد ذكرك في آية من القرآن، ولا في حديث عن سيد ولد عدنان، ولا في الصحاح ولا في الضعاف ولا في الحسان، ولا في أثر عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان، فلا تتعد طورك، ولا تبعد غورك، ومتى أدعيت أنك رابعهم قيل لك إخساء، ومتى جاريتهم في ميدان السبق فكبا لك وتعسا، وأخرى أنبئك بها من الفقهاء من قرر نجاستك وذلك مما يسقط في سوق الطيب نفاستك، وقصارى أمرك أنك عرق هد بري، أو لبن سنور بحري، فلا نسب لك ولا حسب، ولا سلف ولا خلف، وأنك أقل شرفا، وأذل سلفا، ومتى إنتتف معك من شعر أصلك ما يجاوز حد العفو فعليك العفا، غير أنا نجبر كسرك ونغني فقرك قد رزقك الله تعالى أنواعا من المنفعة، وجعل فيها أسرارا مودعة إذا شمك المزكوم نفعته من الزكام، وإذا ضمخ بك الدماميل خففت عنها الآلام وإذا سقي منك درهم مع مثله زعفران في مرقة دجاجة سمينة، سهلت ولادة المرأة وحفظت الدرة السمينة، وحرارتك في الدرجة الثالثة، وفيك رطوبة معتدلة لمن أراد المثاقبة والمثافتة والمنافثة.
ثم رأيت في خبر مرسل عن أم حبيبة زوج خير مرسل، أن نسوة النجاشي أهدين لها من الزباد الكثير، وأنها قدمت به على النبي البشير النذير.
فإذن حصل للزباد من ذلك الشرف، وارتقى إلى طبقة عالية الغرف، وصار في أنواع الطيب رابعًا، وللأمراء الثلاثة رابعًا.
وأستغفر الله تعالى مما وقع من تنقيصه وأسعفيه من الجهل. بتمييزه وتخصيصه
1 / 10