بدا في خده المحمر خال ... تحير فيه ألباب الرجال
فقلت أليس ذا قلبي أبيس ... وذاك المسك من بعض دم الغزال
وأبدع أبو الطيب في تشبيهه حيث قال في تعظيم ممدوحه وتنويهه
رأيتك في الذي نرى ملوكا ... كأنك مستقيم في محال
فإن تفق الأنام وأنت منهم ... فإن المسك بعض دم الغزال
وقال السروجي
في الجانب الأيمن من خدها ... نقطة مسك أشتهي لثمها
حسبتها لما نرى خالها ... وجدته من حسنه عمها
وقال ابن عبد الظاهر
عنبري يروقني الفجر منه ... ولكم فاق عاشق تفريكه
كلما قلت خاله المسك ... قال المسك حاشاه إنني مملوكه
وقال آخر
لا عجب أن مال من نشوة ... فريقه صهباء سلسال
وكيف لا تنسب أنفاسه ... للطيب والمسك له خال
ثم رأيت بعض الشعراء شبهه بالشباب، وذلك يدل على تميزه عند أولي الألباب. قال وجيه الدين أبو الحسن بن عبد الكريم المناوي رحمه الله تعالى
المسك أنفس طيب ... مثل الشباب وزينه
حكاه ظرفا وحسنا ... وفي شذاه ولونه
إن كان للطيب عين=فالمسك إنسان غيره وقال آخر
للمسك فضل على الطيب ... إذا أراد احتكاما
يكفيه أن راح في الخلد ... فاللرحيق ختاما
العنبر
وأما أنت يا عنبر فتأتي المسك في الفضيلة، وتالي رتبته في المزاج، فإن الحرارة في العنبر عدبله، ولكونه أشرف من سائر ما بقي.
قال ابن البيطار العنبر سيد الطيب وإن كان لا يسلم له ذلك في المسك لأنه
1 / 7