الرياحين من الحسنى وزيادة، وحكم له النبي ﷺ بالسيادة وشهد له بها ناهيك منه بالشهادة.
فقالوا أيها الإمام أوضح لنا هذا الكلام، وأرو لنا ما ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة السلام لنبلغ من إتباعه غاية المرام، ونقطع الملام.
فقال روى الطبراني والبيهقي وابن السني وأبو نعيم وغيرهم بالأسانيد العالية من يريده عن النبي ﷺ متتالية أنه قال (سيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية) .
وروى الطبراني من حديث ابن عمرو مرفوعا (سيد ريحان أهل الجنة الفاغية) . وكفى بذلك سطوعًا.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال (كان أحب الرياحين إلى رسول الله ﷺ الفاغية) .
وناهيك بذلك، هذا وفيه منافع للمعالج، من أوجاع العصب والنهد والفالج ومن الصداع وأنواع الجنب والطحال، وإذا جعل في ثياب الصوف منع السوس من فسادها بكل حال، ودهنه يلين العصب، ويحلل الإعياء والنصب، ويوافق الخناق وكسر العظام، والشوصة وأوجاع الأرحام، وما يحدث في الأربية من حار الأورام، ويقوي الشعور ويزينها، ويكسيها حمرة وطيبا ويحنيها وحناؤه المسحوق ينفع من الأورام الحارة والبلغم ويفتح أفواه العروق وينفع القروح والتلاع ومواضع حرق النار، ومن شرب ما نقعت فيه حسن ما تهن منه من الأظفار، ونفعه من إبتدى الجذام بالإدمان، وإذا خضب رجل المجدور حصل لها منه الأمان، وإذا ضمد بها الجبهة والصدع منع انصباب المواد إلى العين، وإذا شرب بزرها بمثقال من العسل نفع الدماغ بلاءين.
وقد روى الترمذي وأبو نعيم عن سلمى قالت (ما كانت برسول الله ﷺ قرحة ولا نكتة إلا أمرني أن أضع عليها الحناء) .
وروى البزار وابن السني وأبو السني عن أبي هريرة ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ إذا نزل عليه الوحي صدع فيغلف
1 / 23