============================================================
الاقليد العاشر في أن من عبد الله بنفي الصفات والحدود لم يعبدة حق عبادته، إذا عبادئه واقعة لبعض المخلوقين إن قوما من الأوائل وجماعة من فرق الإسلام، لم يعبدوا الله حق عبادته، ولم عرفوه بحقيقة المعرفة. فقالوا: إن الله غير موصوف، ولا محدود، ولا منعوت، ولا مرئي، ولا في مكان.[42] وتوهموا أن هذا المقدار تمجيد لله1 وتعظيم له. وأنهم قد تخلصوا من الشرك والتشبيه. وإذا هم قد وقعوا في الحيرة والتيه، لأنهم إنما نفوا الصفات والحدود والنعوت عن البارئ، تقدست عظمته، لأن لا يكون بينه وبين خلقه مشابهة ولا ممائلة.
فنحن نسألهم بعد عن الموصوف والمحدود والمنعوت من خلقه : أهي الصفة والحد والنعت، أم الموصوف غير صفته، والمحدود غير حده، والمنعوت غير نعته؟ فإن قالوا: إن الصفة هي الموصوف، والحد هو2 المحدود، والنعت هو المنعوت، لزمهم أن يقولوا: إن السواد هو الأسود، والبياض هو الأبيض.
وإن سلموا ذلك، قيل لهم: احفظوا الشريطة وأجيبوا عن الأبيض. إن زال بياضه وصار أسود، والأسود إن زال سواده وصار أبيض،3 ثم يكون4 الأبيض هو البياض، والأسود هو السواد، أن يكون البياض هو السواد، والسواد هو البياض. إذ الأبيض هو الأسود، والأسود هو الأبيض، بانتقال اللونين أحدهما إلى الآخر. ولا يمكن أن يكون 1 زة تمحيد الله.
كما صححناه، وفي مس: مي، وفي ز:عن.
كما صححناه، وفي النسختين: أبيضا.
، كما في ز، وفي ه: بكون.
Halaman 77