============================================================
استنباطهم، فيما زخرفوه في البارئ. كيف لا يستنكر عقولهم ذلك، لأنهم1 قط لم يشاهدوا علة" لا تفارق معلولاتها، ولا تتأخر معلولائها عنها2 من جهة المجانسة والمشاكلة؟
فإن الإسخان4 الذي أنزلوه منزلة المعلول، لا يفارق من النار التي أنزلوها منزلة العلة. إنماء يسخن منه المسخن بالمجانسة والمشاكلة. وكذلك الضوء من ذي7 الضوء . إنما يتضوا المتضوي7 بالمجانسة. فأما أن يكون العالم من الباري كالإسخان عن النار، فمحال، لأن الإسخان نفس النار. فهل [36] العالم نفس البارئ أو غيره ؟ فإن كان العالم8 نفس البارئ، فقد عطلتم البارئ. وإن كان غيره، فكيف يكون الغير منه كالإسخان الذي هو نفس النار؟ فقد ثبت أن الباري، جل ثناؤه، ليس بعلة، بل هو العالي، [و]الذي علة العلل [هو] أمره، والمعلولات كلها تابعة لأمره. فكل من كانت الوسائط بينه وبين أمره أقل، فإنه أشرف ممن كثرت وسائطه. وما لا واسطة بينه وبين أمره، فهو حظيرة القدس، وعالم التمام. فاعرفه إن شاء الله تعالى.
1 يبدو لنا أن هذه الكلمة كانت ساقطة من الأصل الذي نسحت مته تسخة ه لأن الناسخ أضاف هذه الكلمة وأشار فوقها بحرف ظ2 أفا الظن* كما في ز، وفي ه: يشاهدوا عليه.
3 ز: إلا من حهة.
كما في ز، وفي ه: الامتحان.
ز: وإنما.
دكما في ز، وفي ه: ذوي.
في النسختين: المتضي.
*كما في ز، وهو ناقص في ه ه كما صححناه، وفي التسختين: العال.
Halaman 71