============================================================
متاللات البنى يوجبه على المسؤول(1)، فإنه غير لازم أحدا، بل هو من خطرات الشيطان وأحد وساوسه(2)، والواجب اطراحة وترك الالتفات إليه.
هذا معنى ما جرى بيني وبين الرجل الذي ذكرت، والألفاظ مختلفة، قد حكيناها على وجهها في كتاب "المسائل والمجالس".
فإن قال قائل: ما قولكم في هذا السائل إن كان شاكا لا يدري أيما الصواب؟ أقول: من أوجب حقا أو قول السوفسطائية قيل له: إن أحدا لا يخلو من اعتقاد شيء ما في أمر دين أو دنيا؛ فإن كان شاكا فيما ذكرت - ويبعد- فإن الواجب أن يبين له خطأ قول السوفسطائية، وإذا تبين له ذلك فلم يبق إلا القول بأن حقاما، وإذا ثبت ذلك ثبت القول على حال.
ومنها قولهم: ما تقولون في رجل مسلم لقي يهوديا أو نصرانيا أو دهريا، فناظره فقطعه الدهري ما يجب على المسلم أن يصنع؟
فالجواب في هذا كالجواب فيما قبله؛ لأنه يلزم السائل ما أراد أن تلزمه غيره كائنا من كان ممن يصيب مذهبا ويناضل عنه في... والدنيا لأنه يقال له: ما تقول في رجل ممن يقول بقولك، لقي رجلا مخالفا فناظره فقطعة المخالف ردابا ما ينبغي لصاحبك أن يصنع. ويقال له: إن المسلم إذا لم يكن من أهل/ النظر وممن قد عرف على مخالفيه ومذاهبهم لم يجب أن يتعرض لمناظرة الذهري ولا لأحد من المخالفين له، فإن فعل أساء وظلم وعصى ومن قبل نفسه أتي(3) لا من ضعف دينه ومذهبه، وإن كان من أهل النظر والحذق فلن يغلبه الملحد الولن يكون المحق إلا غالبا.
(1) في الأصل: المسائل: (2) في الأصل: وسواسه.
(3) في الأصل: أوتي:
Halaman 72