269

Maqalat

Genre-genre

============================================================

القن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أمل الملة 219 القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله، وإنه مخلوق لله لم يكن ثم كان. وقالوا: ليس يخلو القرآن من أن يكون هو الله أو غيره أو بعضه، ولن يجوز أن يكون بعضه جل الله عن ذلك وتعالى، ولا أن يكون هو هو؛ لأنه يقرأ ويكتب، والله جل ثناؤه لا يجوز أن يقرأ ولا يكتب، والله جل ثناؤه تعالى عن ذلك علوا كبيرا، فلم يبق الا أن يكون غيره، وإذا كان غيره فلن يخلو من أن يكون لم يزل موجودا معه، أو يكون محدثا لم يكن ثم كان، فلو كان قديما معه لوجب أن يكون غير الله قديما مع الله، وهم أكفر بالله، وإذا بطل هذا الوجه فهو محدث لا محالة، وإذا كان محدثا فالله أحدثه؛ لأن الأمة مجمعة على عجز الخلائق عن الإتيان بمثله، واحتخوا في أن القرآن غير الله؛ لأنه عربي، وأنه منزل مسموع يقرأ ويكتب ويحفظ ولا يقوم بنفسه، وله أول وآخر وأجزاء، ولن يجوز على الله بالإجماع بشيء بهذه/ الأوصاف.

قالوا: فالذي هو بهذا الوصف غير الذي لا يجوز ذلك عليه قالوا: ولو جاز أن يكون الذي هو عربئ والذي يقرأ ويكتب وله أول وآخر ليس بالذي بغير الذي ليس بعربي ولا يقرأ ولا يكتب، ولا يجوز عليه التجزيء لصح ما قالت النصارى في الأب والابن، قالث: إن الأب له ابن، والابن لا ابن له، والذي لا ابن له ليس بغير الذي له ابن قالوا: فإن قالوا خصومنا: إن القرآن ليسن هو الله ولا غيره ولا بعضه ، لم يكن بينهم وبين من قال: بل هو هو، وهو غيره، وهو بعضه فرق: فإن ادعوا أن هذا الكلام متناقض؛ لأن قول القائل هو هو ببعض قوله هو غيره، قيل لهم: وكذلك قولكم: ليس هو ببعض قولكم ليس هو غيره.

Halaman 269