لأبي إسحاق الشيرازي المتوفى سنة ٤٧٦ هـ، و«طبقات ابن هداية الله» المتوفى سنة ١٠١٤ هـ، ثم معلمة ابن السبكي العظيمة «طبقات الشافعية الكبرى». (وقد توفي ابن السبكي سنة ٧٧١ هـ).
واليوم يظهر هذا النص المبكر في تراجم الشافعية لأبي عاصم العبادي، محمد بن أحمد بن عبد الله بن عباد الهروي القاضي.
ولد أبو عاصم سنة خمس وسبعين وثلاثمائة. يقول عنه ابن السبكي: «كان إمامًا جليلًا حافظًا للمذهب، بحرًا يتدفق بالعلم، وكان معروفًا بغموض العبارة، وتعويص الكلام، ضنة منه بالعلم، وحبًا لاستعمال الأذهان الثاقبة فيه».
وقد تنقل أبو عاصم في البلاد، ولقي المشايخ، وتلمذ لأفاضل عصره، فأخذ عن القاضي أبي منصور محمد بن محمد الأزدي، بهراة، والقاضي أبي عمر البسطامي، والأستاذ أبي طاهر الزيادي، وأبي إسحاق الإسفرايني، بنيسابور.
وصنف كتبًا نافعة، منها: «الزيادات»، و«زيادات الزيادات»، و«المبسوط»، و«الهادي إلى مذهب العلماء»، و«أدب القضاء»، و«الرد على القاضي السمعاني». وبعد حياة زاخرة بالعلم والتصنيف انتقل إلى رحمة ربه، في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، عن ثلاث وثمانين سنة.
وكتاب أبي عاصم هذا «طبقات الفقهاء» أحد كتب خمسة في تراجم الشافعية ظهرت في القرن الخامس الهجري. فقد ألف أبو حفص عمر بن علي المطوعي المتوفى سنة ٤٤٠ هـ كتابًا سماه «المذهب في ذكر شيوخ المذهب». ثم ألف القاضي أبو الطيب الطبري المتوفى سنة ٤٥٠ هـ مختصرًا ذكر فيه مولد الشافعي ﵁. وعدَّ في آخره جماعة من الأصحاب كما يقول ابن السبكي.
ثم ألف شيخ الإسلام أبو إسحاق الشيرازي المتوفى سنة ٤٧٦ هـ كتاب «طبقات الفقهاء»، وفي آخر القرن ألف الحافظ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني المتوفى سنة ٤٨٩ هـ كتابه «الطبقات». ويصف ابن السبكي كتاب
1 / 54