الحج الخالص:
روى أبو نعيم في الحلية عن عبد الله قال سمعت النبي ﷺ يقول من خرج حاجًا يريد وجه الله، فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفع فيمن دعا له، وفي سنده متروك. ابن منده في أماليه عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ: إذا خرج الحاج من بيته كان في حرز الله تعالى، فإن مات قبل أن يقضي نسكه فقد وقع أجره على الله تعالى، وإن بقي حتى يقضي نسكه غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وإنفاقه الدرهم الواحد في ذلك الوجه يعدل إلى أربعين ألف درهم فيما سواه في سبيل الله تعالى، وفي إسناده من لا يعرف، وفيه ألفاظ منكرة جدًا، وأخرجه أبو جعفر ابن شاهين في ترغيبه. أحمد بن منيع في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأخرجه أبو يعلى في مسنده الكبير، في سنده ضعيف القاضي عياض في الشفاء من غير إسناد ولا عزو إلى النبي ﷺ: قال من صلى خلف المقام ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وحشر يوم القيامة من الآمنين، قلت قدمنا أن الحافظ شيخ الإسلام وعد بحديث العباس بن مرداس، وذكره هنا أنه ينبغي ذكره في هذا المحل، ولم يذكره، وهو ما رواه ابن ماجه، وغيره، واللفظ له: أن النبي ﷺ دعا لأمته عشية عرفة بالمغفرة، فأجيب إني قد غفرت لهم ما خلا الظالم، فإني آخذ للمظلوم منه، قال: إي رب إن شئت أعطيت المظلوم من الجنة وغفرت للظالم، فلم يجب عشيته، فلما أصبح بالمزدلفة أعاد الدعاء، فأجيب إلى ما
سأل، قال: فضحك رسول الله ﷺ، أو قال: تبسم، فقال له أبو بكر وعمر: بأبي أنت وأمي إن هذه لساعة ما كنت تضحك فيها، فما الذي أضحكك، أضحك الله سنك، قال: إن عدو الله إبليس لما علم أن الله ﷿ قد استجاب دعائي وغفر لأمتي أخذ التراب، فجعل يحثوه على رأسه، ويدعو بالويل والثبور، فأضحكني ما رأيت من جزعه، ورواه أبو داود مختصرًا من الوجه الذي رواه ابن ماجه، ولم يضعفه، وقد جاء في بعض الروايات عن العباس ما يدل أن المراد من الرواية من وقف بعرفة، ولم أر شيئًا من طرق الحديث المذكور ذكر: ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقال الطبراني: إنه محمول بالنسبة للظالم على من تاب وعجز عن وفائها، وقد رواه البيهقي بنحو وراية ابن ماجه، ثم قال: وله شواهد كثيرة، فإن صح شواهده ففيه الحجة، وإن لم تصح، فقد قال الله
1 / 201