ولي كف ضرغام إذا ما بسطتها
بها أشتري يوم الوغى وأبيع
ثم ترقبا للسفر، يوما ليس فيه مطر، وهم الجيران والأمثال، بمنعهما عن الترحال، فقال أحدهما مشيرا بيده إليهم، وشاكرا لهم ومثنيا عليهم:
لو كان قلبي معي ما اختار غيركم
ولا أردت سواكم في الهوى بدلا
لكنه راغب فيمن يعذبه
فليس يقبل لا قولا ولا عملا
وتفرغا للمناقشة في هذا الصدد، وسرعة الانقلاب إلى البلد، والعزيمة على التأهيل باثنتين من الأبكار، أو من الثيبات المصونات الأحرار، وبعد أن طال في ذلك بينهما الجدال، انحط رأيهما على الترحال، فوجها وجهيهما إلى البحر، وكان بينهما وبينه مسيرة ميل في البر، فقطعاه على أقدامهما بلا مهل، ولحقا بالموردة على عجل، وكان لسان الحال ينشدهما عند ذلك من أبكار أفكار حبيب، هذا المعنى الفائق الرائق الغريب:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
Halaman tidak diketahui