وسمع بخبرهما بعض اللصوص، فصرف عزيمته إليهما بالخصوص، وانقض على مأواهما في ليلة حالكة السواد، وقد غرقا في بحر الكرى بعد طول السهاد، فسرق المال وطار قبل أن يفضحه ضوء النهار، واستيقظا من الرقاد، وشغفهما إلى الزواج في ازدياد، ولم يعلما بذهاب الأثر والعين، ولا بانتهاب النضار واللجين، فقال أحدهما للآخر: بالمال يتخذ الإنسان سلما، ويصعد به متى أراد إلى السما، ونحن بما عندنا من النقد، نفوز على رغم الحسود بالقصد، فابعثني إلى أي خاطب إن رمت نيل المطالب، فقال له.
وقد لاحت منه التفاتة إلى باب الخزانة، التي كانت بالأمس محتوية على الأمانة: ما لي أرى عقب هذا الباب قد انصدع، وقفله انفصل عنه ووقع، وفي الحال أخذ بيده وقصده، وبحث عن المال فما وجده.
لله أشكو من زمان ساءني
وعلي غارات المصائب شنها
وسرت إلى قلبي هموم غمومه
وسيوفه لقتال صبري سنها
فطفقت أنشد والخطوب تنوشني
صبت علي مصائب لو أنها
1
هنالك أرسلا من أعينهما أدمعا، وتأسفا على ضياع دراهمهما وتوجعا، وتمثلا في هذه الحال، بقول من قال:
Halaman tidak diketahui