160

Maqalat

مقالات الأستاذ الهاشمي اليماني

Genre-genre

من صور الفساد القاتمة . ..

05-03-2004

-------------------

إشتاق مغتبرنا لوطنه وتوقدت نيران الحنين وأنصهرت أحشائه .. وطني وطني ،، حبيبي مصدرعزتي وفخري ... عبر الحدود فيشم عبير الوطن فيشتعل سعير الشوق .. بركان من العواطف ،، وعاصفة من المشاعر .. وبوصوله لأول معبر يأتيه مفاوضا على هيئة حمال يضمن له مرور أمتعته دون تفتيش , للوهلة الأولى يهدئ قلبه من نبضاته وتتبادر لذهنه أكثر من علا مة إستفهام .. يترك ذلك جانبا ويعتبر العملية هدية وحسب ربما أجبر لدفعها ،، ومن المنفذ الحدودي بحرض م/حجة يتجه صوب جبال را زح م/صعدة .. عادت الأفكار من جديد وأخذ قرارا بحسم الغربة وقرر الإستقرار ،، لديه مشاريع طموحة ، يحتار بين مزرعة للدواجن أو معمل لإنتاج بلاط المزايكو ... ورشة نجارة ،، شراء أسهم شركة ... وطلب منه سائق السيارة الصعود للرحيل للقرية ، وبعد فراسخ محدودة من حرض يفأجاء صاحبنا بنقطة تفتيش .. وقد وجه النور الكاشف لوجهه ثم لأولاده الذين كانوا يفاخرون بوطنهم أمام زملائهم بأرض الغربة .. ويتحملون كل نظرا ت التحقير والتمييز أملا بالعودة المظفرة ... نور الكاشف أبهر عيونهم وأعمى بصائرهم وطموحاتهم ... وبعد تسليط النور قيل للمغترب ... أنت مغترب .. أجاب نعم .. . وهذا عفشك أنزله للتفتيش ،، يجيب لكنني مررت بالمنفذالرسمي وهذه وثائقي .... لكن العسكري يأمره أمرا وأمام الأطفال والأم .. لكن آخرا يأتي للسائق ليوعز إليه أن بإستطاعتهم المغادرة بعد دفع كذا وكذا .... ويتريث المغترب المتشوق لقريته ، ومايلبث أن يلبي الطلب مرغما .. أو تفتيش يأخذ منه ليلة بأكملها .... وبعد مغادرة النقطة يخبره السائق أن الطريق الذي لايتجاوز الثمانين كيلومتر به عشر نقاط تفتيش ... لها نفس الروتين .... وتتبخر من عقل صاحبنا كل الأفكار والأحلام الوردية .. .. ورآئ شفاه أطفاله تجف ويجفلون كلما مروا بنقطة تفتيش ... وما أن يصل للقرية حتى يبداء بحزم أمتعته مفضلا الغربة رغم كل سلبياتها التي لا تقارن بما لقيه من حيف بأرضه ..

Halaman 183