104

Maqalat

مقالات الأستاذ الهاشمي اليماني

Genre-genre

واللطائف لسيت كما يضن البعض العبارات الرنانة والقصائد المعبرة والخفيفة .. كلا .. فنحن لازلنا ندور حول الطعام والخبز خاصة واللطائف بلهجتنا الصعدية هي أقراص من البر البلدي تكون غاية في الرشاقة والدقه والرقة .. . وربما بلغت الدقة بذلك الخبر الرشيق أن يرى النور من خلاله (شفاف !!)... وبعض الضرفاء وقد فتك به الجوع فتناول إحداها وكانت من خفة الوزن بمكان .. ولما رأ ى النور من خلالها.. نادى بصاحب المنزل ليخبره أن خبزه عبارة عن جسم لطيف ( شيطان أو جني لايرى بالعين المجردة ) .. والخبز اليمني لايقف عند اللقطائف واللطائف بل يتنوع تنوعا عدديا ونوعيا يكاد أن يصل لأكثر من ثلاثين نوعا مختلفا ... ولايضاهينا في هذا التنوع احد حسب علمي ولاحتى الفرنسيين رغم أنف سيرانو دي برجراك الشامخة .. فمن اللحوح اليمني عرفت أن الخبز بشرق أفريقيا يمنيا بما فيه الكسرة السودانية وهي لحوحة قد يتجا وز قطر دائرتها المتر .. وربما تجاوزه .. يعني عندهم ملحات واسعة كأرضهم ..

ومن اللحوح أقتبس الفرنيسيين الكريبز والإسبان البوريدوس وبقية المتوسطيين أسموها قطائف .. وهي في بيتنا لحوحة ... لكن بما أننا بجوار التنور ومابه من مواد حيوية ضرورية .. فلا ننسى أن أقدم وأعرق أنواع الخبز بالعالم ككل لايزال حيا يرزق باليمن وهو الجمري وهو عبارة عن كرة من العجين يدخل الى قلبها حجرة ساخن ثم تكور وتلقى مباشرة بالنار المشتعلة بالهواء الطلق بدون تنور وحينما تنظج يزال عنها الرماد وتكون لذيذة .. كا لشواء .. الذي يعتقد أن حنان الإنسان المعاصر له وتلذذه به إنما يكمن بجيناته التي توارثت هذه العادة من الإنسان البدائي ... أو إنسان العصر الحجري . .

Halaman 123