Pemandangan dari Batu Benteng
المنظر من صخرة القلعة
Genre-genre
فقلت: «لست أدري.»
دائما ما كان يراودني شعور بأن شيئا ما لا يحدث على النحو الصحيح، أو لا يحدث مطلقا، حين كنت أسمع صوت جدتي، كنت أشعر بأن عائلتنا قد خذلتها، كانت لا تزال في عنفوان نشاطها ، وكانت تقوم على شئون منزلها وفنائه، وكان لا يزال بإمكانها حمل الكراسي ذات المساند إلى الطابق العلوي، وكانت تنعم بصحبة خالتي الكبيرة، ولكنها كانت بحاجة إلى المزيد من شيء ما؛ المزيد من الامتنان، المزيد من الطاعة، مما حظيت به دائما. «حسنا، لقد جلست أنتظره الليلة الماضية لكنه لم يأت.» «لا بد أنه سيأتي الليلة إذن.» لم أرد أن أقضي المزيد من الوقت في الحديث إليها؛ لأنني كنت أستعد لاختبارات الصف الثالث عشر، التي يتوقف عليها مستقبلي بأكمله. (حتى الآن، في ليالي الربيع الساطعة الجميلة، والأوراق لا تزال تشق طريقها على الأشجار للتو، بإمكاني أن أستشعر حماس الترقب المرتبط بهذا الحدث الجلل القديم، فأجد طموحي يتحرك ويرتعش مثل شفرة جديدة للقائه.)
أخبرت أمي بمحتوى المكالمة وقالت: «أوه، من الأفضل أن تستقلي دراجتك إلى أبيك وتذكريه وإلا وقعت مشكلة.»
كانت أسارير أمي تتهلل كلما كانت تضطر للتعامل مع مشكلة حساسية جدتي، وكأنها قد استعادت بعضا من مهاراتها أو أهميتها في أسرتنا، فقد كانت تعاني من داء باركنسون، كان المرض قد باغتها لفترة ما بأعراض غير واضحة، ولكن حالتها شخصت مؤخرا، وصرح الأطباء أنها مستعصية ولا علاج لها، وكان انتباهها يقل شيئا فشيئا، فلم يعد بإمكانها السير أو الأكل أو التحدث بصورة طبيعية؛ إذ كان جسدها يتيبس على نحو يصعب السيطرة عليه. ولكن كان لا يزال متبقيا في حياتها فترة طويلة.
حين كانت تقول شيئا كهذا عن الوضع مع جدتي - حين كانت تقول أي شيء يكشف عن وعي منها بالآخرين، أو حتى بالعمل الدائر في أرجاء المنزل - كنت أشعر بقلبي يرق لها. ولكن حين كانت تنهي الحديث بإشارة إلى نفسها، مثلما فعلت هذه المرة («وهذا سوف يثير ضيقي»)، أعود إلى قسوتي مجددا، وأغضب منها لاستعلائها، وأشمئز من اعتدادها بنفسها الذي بدا غاية في الفظاعة ولا يليق تماما بأن يكون في أم.
لم يسبق لي الذهاب إلى المسبك خلال العامين اللذين عمل أبي خلالهما هناك، ولم أكن أعرف أين أجده. كانت الفتيات في نفس سني لا يحمن حول أماكن عمل الرجال، وإذا فعلن ذلك، أو إذا ذهبن بمفردهن في نزهات طويلة سيرا عبر طريق السكك الحديدية أو النهر، أو قدن الدراجات وحدهن على الطرق الريفية (وكنت أفعل الشيئين الأخيرين)، كن أحيانا ما يقال عنهن إنهن «يبحثن عن المتاعب».
لم يكن لدي الكثير من الاهتمام بعمل أبي في المسبك على أي حال، لم أكن أترقب أبدا أن تجلب لنا مزرعة الثعالب خاصتنا الثراء، ولكنها على الأقل جعلتنا متفردين ومستقلين، وحين كنت أتخيل أبي يعمل في المسبك، كنت أشعر أنه قد عانى الكثير. ونفس الشعور كان يراود أمي، كانت تقول: إن والدك رقيق جدا بحيث لا يتحمل هذا. ولكن بدلا من موافقتها الرأي، كنت أجادلها، ملمحة إلى أنها لا تحب أن تكون زوجة عامل عادي وأنها مغرورة.
كان أكثر ما يثير حنق أمي هو الحصول على سلة الفاكهة والمكسرات والحلوى التي كان المسبك يرسلها لهم في أعياد الكريسماس؛ فلم تكن تطيق أن تكون الطرف المتلقي، وليس المانح، في مثل تلك الأمور، وفي أول مرة حدث فيها ذلك اضطررنا لوضع السلة في السيارة واستقلال السيارة لإعطاء السلة لإحدى الأسر التي نعرف أنها تحتاج إليها بشدة. وبحلول الكريسماس التالي كانت هيمنتها قد وهنت وانتزعت السلة، معلنة أننا بحاجة إلى هدايا ومتع شأننا شأن أي شخص آخر، فكفكفت دموعها بسبب نبرتي القاسية، وأكلت الشوكولاتة التي كانت قديمة وهشة ولونها يميل إلى الرمادي.
لم أر أي مصدر للضوء في مباني المسبك، كانت النوافذ مطلية باللون الأزرق من الداخل؛ ربما لم يكن لأي ضوء أن ينفذ بسبب ذلك، كان المكتب عبارة عن منزل قديم من الطوب يقع في نهاية المبنى الأساسي الطويل، وهناك رأيت ضوءا عبر الستائر الفينيسية، وظننت أن المدير أو أحد أفراد طاقم المكتب لا بد أنه كان يعمل لوقت متأخر، واعتقدت أنني إذا طرقت الباب، فإن هذا الشخص سيخبرني بمكان أبي، ولكن حين نظرت عبر النافذة الصغيرة الموجودة بالباب، رأيت أن من بالداخل هو أبي، كان وحيدا، وكان يدعك الأرضية.
لم أكن أعلم أن دعك أرضية المكتب كل ليلة من مهام الحارس (هذا لا يعني أن أبي قد تعمد إخفاء ذلك؛ ربما لم أسمعه وهو يخبر أمي بذلك). اندهشت لأنني لم أره من قبل يقوم بأي عمل من هذا النوع؛ أعني الأعمال المنزلية. فالآن وبعد أن مرضت أمي صارت مثل هذه الأعمال مسئوليتي، ولم يكن لديه وقت لذلك. إلى جانب ذلك، فقد كان ثمة عمل للرجال وعمل للنساء، وكنت مقتنعة بذلك، وكذلك كل من كنت أعرفهم.
Halaman tidak diketahui