Pemandangan dari Batu Benteng
المنظر من صخرة القلعة
Genre-genre
حسنا، حسنا. إذن، هل يخطط للزواج؟
لو كانت هذه دعابة، فإنه لم يكن يعتبرها كذلك. لم يقل لا أو نعم أو ربما.
لم تكن ثمة مرآة في منزل العائلة، عدا تلك المرآة الصغيرة المموجة التي كان الرجال يحلقون أمامها؛ فقد كان بإمكان الشقيقات أن تسأل كل منهن الأخرى عن مظهرها. أما في الفندق، فكانت توجد مرآة ضخمة خلف طاولة الدفع، وكان بإمكان فوريست أن يرى فيها أنه شاب على قدر كاف من الوسامة في أواخر العقد الثالث من عمره، أسود الشعر، عريض المنكبين، طويل القامة. (في الواقع كانت الشقيقات أبهى وأكثر حسنا من الأشقاء، ولكن لا أحد كان ينظر إليهن عن كثب بما يكفي لكي يدرك ذلك؛ وكان هذا نتاج سلوكهن وأسلوبهن في الحياة.)
فلماذا إذن يفترض ألا يفكر في الزواج، إن لم يكن قد فكر في ذلك بالفعل؟
في ذلك الشتاء كان يعيش وحيدا مع الجدران الخشبية التي تفصله عن الطقس بالخارج، ومع الألواح الخشبية المؤقتة التي كانت تغلق المساحات المخصصة للنوافذ. وبنى الفواصل الداخلية والسلالم والخزانات ووضع ألواح الأرضيات النهائية المصنوعة من خشب البلوط والصنوبر.
في الصيف التالي، قام ببناء المدخنة الطوبية لتحل محل أنبوب الموقد البارز من السقف. وغطى البناء بأكمله بطوب أحمر جديد منسقا إياه معا بإتقان كأي عامل متخصص في هذا. وركبت النوافذ، وأزيلت الأبواب الخشبية وحلت محلها أبواب جاهزة في الأمام والخلف. وركب موقد حديث، له فرن للخبز وفرن للتسخين وخزان لتسخين الماء، وركبت الأنابيب في المدخنة الجديدة. وكانت المهمة الكبيرة المتبقية هي تغطية الجدران الداخلية بالجص، وكان مستعدا للقيام بذلك حين يزداد الطقس برودة. في البداية وضع طبقة من الجص الخشن، ثم وضع الجص الأملس فوقها بدقة. كان يدرك أن ورق الحائط يجب أن يغطي كل ذلك، ولكنه لم يفكر في كيفية اختياره. في غضون ذلك، كانت كل الغرف تبدو زاهية على نحو رائع، حيث كان الجص يلمع بالداخل بينما الثلج بالخارج بلا لمعان.
كانت الحاجة إلى مفروشات بمنزلة مفاجأة صادمة له. ففي المنزل حيث كان يعيش مع أشقائه وشقيقاته كان الطراز الأسبرطي هو السائد. فلا وجود لستائر، فقط ستائر خشبية ذات لون أخضر داكن، وأرضيات دون سجاجيد، وكراسي صلبة، ولا وجود لأي أرائك، مع وجود أرفف بدلا من الخزانات. كانت الثياب تتدلى من خطافات مثبتة خلف الأبواب بدلا من وضعها داخل خزانات الملابس، وكانوا يعتبرون الملابس التي تزيد عن سعة الخطافات نوعا من الإسراف. لم يكن يرغب بالضرورة في استنساخ هذا النمط، ولكن خبرته بالبيوت الأخرى كانت محدودة، حتى إنه لم يعرف كيف يمكنه التعامل مع الأمر بطريقة أخرى. ولم يكن في متناوله أن يجعل المكان يبدو كالفندق، ولم تكن تلك رغبته.
واكتفى في الوقت الراهن بالأشياء القديمة الموجودة بالحظيرة؛ كرسي فقدت منه عارضتان، بعض الأرفف القديمة، طاولة كان الدجاج ينتف ريشه عليها، سرير صغير وضعت عليه أغطية الخيول كمرتبة. وقد وضع كل ذلك في نفس الغرفة التي يوجد بها الموقد، فيما تركت الغرف الأخرى جرداء خاوية على عروشها. •••
أصدرت سوزان، حين كانوا جميعا يعيشون معا، أوامرها بأن على ماجي أن تهتم بثياب ساندي، فيما تهتم ليزي بملابس فوريست، وآني بملابس سايمون، فيما عليها هي الاهتمام بثياب جون. وكان هذا يعني كيها وإصلاحها ورفو الجوارب، وغزل الأوشحة والصديريات، وحياكة قمصان جديدة حسبما تقتضي الحاجة. لم يكن منوطا بليزي أن تستمر في الاعتناء بملابس فوريست - أو أن تكون لها أي صلة به على الإطلاق - بعد رحيله. ولكن، حان وقت - بعد خمس أو ست سنوات من اكتمال منزله - قررت فيه أن تعرف كيف يدبر أموره. كانت سوزان مريضة في ذلك الوقت، وأصابها وهن شديد جراء إصابتها بأنيميا خبيثة، ومن ثم لم تكن قواعدها تطبق دائما.
ترك فوريست عمله بمشغل سجح الألواح الخشبية، وكان السبب في ذلك، حسبما قال الناس، أنه لم يستطع تحمل سهام السخرية التي كانت توجه إليه بشأن مسألة الزواج. فقد راجت على الألسنة القصص والأقاويل حول ذهابه إلى تورونتو بالقطار، وجلوسه في محطة يونيون ستيشن طوال يوم كامل باحثا عن امرأة تنال قبوله دون جدوى. وتناقلت كذلك قصة عن مراسلته لإحدى وكالات الزواج في الولايات المتحدة، واختبائه في قبوه حين جاءت إحدى السيدات البدينات تطرق بابه. وكان زملاؤه الأصغر منه سنا في المشغل يؤذون مشاعره بصفة خاصة بنصائحهم المستحيلة.
Halaman tidak diketahui