Pemandangan dari Batu Benteng
المنظر من صخرة القلعة
Genre-genre
قالت ماري: «لا تفعل ما فعلت مرة أخرى. إنك لا تعرف الغابة كما يعرفونها، فربما تضل الطريق إذا فعلت.» كانت تتحدث إليه في تحد، ثم شغلت نفسها بالطفلة مرة أخرى وقالت: «أظن أنها كانت ذاهبة في شأن خاص بها. الهنود لهم شئونهم الخاصة التي لا يعرف أحد عنها شيئا، فهم لا يخبروننا عن كل ما يعزمون على القيام به، حتى بيكي. لكن لماذا من المفترض أن تخبرنا؟»
دخلت عاملة النزل ومعها إناء ضخم به ماء، ثم قالت لجيمي: «ماذا بك؟ هل ثمة أطفال غرباء بالخارج أنت خائف منهم؟ إنهم أولادي فقط ولن يؤذوك.»
كلامها جعل جيمي ومن بعده جوني يهرولان إلى أسفل، ثم تبعهما الطفلان الصغيران إلى الخارج أيضا.
نادت ماري وقالت: «تومي! روبي!» غير أن السيدة قالت: «إن زوجك موجود بالخارج، وسوف يعتني بهما.»
لم تكترث ماري بأن تقول أي شيء؛ إذ ليس من شأن أي شخص غريب أن يعرف أنها ليس لديها زوج. •••
نامت الطفلة وهي على صدرها، فوضعتها ماري في الفراش، ووضعت وسادتين كمسند على جانبيها حتى إذا تقلبت لا تقع. ونزلت ماري إلى الطابق السفلي حتى تتناول العشاء وأحد ذراعيها الذي كان يؤلمها أخذ يتدلى خاليا ومستريحا بعد عناء حمل الطفلة طوال اليوم. كان طعام العشاء يتكون من لحم خنزير ومعه كرنب وبطاطس مسلوقة، وكانت هذه البطاطس آخر الموجود من بطاطس العام الماضي، وكان اللحم مكسيا بطبقة سميكة من الدهن. ملأت بطنها بالفجل والخضراوات الورقية الطازجة والخبز الطازج اللذيذ، ثم أتبعت ذلك ببعض الشاي الثقيل. وأكل الأولاد على منضدة أخرى بمفردهم، وكانوا سعداء، حتى إنهم لم ينظروا إليها ولو نظرة واحدة، حتى تومي لم ينظر إليها أيضا. ومن شدة الإعياء والتعب كانت تنام وهي جالسة، وأخذت تتساءل إلى متى ستبقى مستيقظة قبل أن يناموا.
كانت توجد امرأة أخرى فقط بالغرفة بالإضافة إلى السيدة المسئولة عن النزل التي كانت تحضر الطعام إليهم. لم ترفع هذه المرأة رأسها أبدا والتهمت العشاء التهاما وكأنها كانت تتضور جوعا. لم تخلع قلنسوتها، وبدت وكأنها أجنبية. كان زوجها الأجنبي يتحدث إليها بهمهمات جدية بين الحين والحين. أما الرجال الآخرون، فكانوا يتحدثون حديثا لا ينقطع باللهجة الأمريكية المرهقة والصعبة، التي بدأ يقلدها أولاد ماري. وكان هؤلاء الرجال لديهم الكثير من المعلومات، غير أنهم كانون متناقضين مع أنفسهم كثيرا، ولوحوا بسكاكين وشوكات الأكل في الهواء. دخل هؤلاء في نقاش حول أمرين أو ثلاثة؛ الأول: عن الاضطراب الحادث في المكسيك، والثاني: عن وجهة خط السكة الحديد، وتداخل هذا الحديث مع حديث آخر عن إضراب عمال مناجم الذهب. كان من بينهم من يدخن السيجار وهو جالس إلى المنضدة، وكانوا يستديرون ويبصقون على أرضية المكان إذا كانت المبصقة بعيدة عنهم. حاول الرجل الذي كان يجلس بجوار ماري أن يبدأ حوارا يلائم سيدة، وسألها إن كانت قد ذهبت من قبل إلى اجتماع الخيمة. لم تفهم في بادئ الأمر أنه كان يتحدث عن ملتقى لإحياء الروح الدينية، لكن عندما فهمت ما كان يرمي إليه قالت له إنها لا تجد أي جدوى في مثل هذه الأمور، فما كان منه إلا أن تأسف لها ولم يقل المزيد.
ظنت أنه ما كان عليها أن تتحدث حديثا قصيرا مع الرجل، لا سيما أنها كانت تعتمد عليه في تمرير الخبز لها. لكن على الجانب الآخر، كانت تدرك أن أندرو الذي كان يجلس إلى الجانب الآخر منها لم يكن ليروق له أن يراها تتحدث، ليس فقط مع هذا الرجل، بل مع أي شخص آخر. كان أندرو مطأطئ الرأس طوال الوقت، وكانت إجاباته عن الأسئلة التي توجه إليه قصيرة ومقتضبة، مثلما كان يفعل بالضبط عندما كان صبيا في المدرسة. ولطالما كان من الصعب أن يعرف المرء إن كان الكلام لا يروق له أم أن الأمر لا يتعدى كونه خجلا.
أما ويل، فكان أكثر تحررا منه. وربما كان يريد أن يسمع من الرجال عن المكسيك طالما أنهم يعرفون عما يتحدثون، وكثيرا ما كان يظن أن الناس ليسوا كذلك. وعندما ينظر المرء إلى هذه السمة في ويل، يعرف أن ويل لا يختلف كثيرا عن أندرو ولا أسرته، وهذا ما كان يظنه هو نفسه.
لم يكن للدين أي ذكر بين الناس ها هنا، اللهم إلا إذا كنت تريد أن تعتبر أن ملتقى إحياء الروح الدينية من أمور الدين، وهذا ما لم تظنه ماري كذلك. فلم يكن ثمة أي جدال عنيف حول العقيدة ولا ذكر للأشباح أو الزوار الغرباء، كما كان يحدث فيما مضى في إتريك. الأمر كله ها هنا يدور حول الواقع وحسب؛ عما تستطيع أن تجده وتفعله وتفهمه فيما يتعلق بهذا العالم الذي بين يديك، وظنت ماري أن ويل كان سيستحسن الأمر على هذا النحو؛ فقد كان هذا هو العالم الذي ظن أنه كان متوجها إليه.
Halaman tidak diketahui