Mantik dan Falsafah Sains
المنطق وفلسفة العلوم
Genre-genre
وطبيعي أن نقيض العلة هو الغائية. ففهم ظاهرة عن طريق علتها، هو تفسير لها من خلال الظاهرة التي تسبقها، والتي هي سببها. أما فهمها عن طريق غايتها وهدفها، فهو البحث عن سببها في النتيجة التي ستتلوها، والتي تتجه هي إليها. وعلى ذلك ففي وسعنا أن نقول، في نفس الآن، إن البلورية تظهر في العين نتيجة لنمو نسيج معين فيها - وذلك هو التفسير بالعلة - أو أنها تظهر للتمكين من الرؤية، وذلك هو التفسير بالغاية.
والمركب من العلية والغائية هو الشخصية، إذ إن الشخص علة تعمل على تحقيق غاية، وتضع لنفسها غايات معينة. والمجموعة الثلاثية الرابعة، وهي: العلية والغائية والشخصية، هي الأخيرة، إذ إنها تنتهي إلى القيمة العليا، أي إلى قيمة الكائن الذي هو غاية لذاته وللآخرين، دون أن يجوز له أن يكون وسيلة على الإطلاق، وفضلا عن ذلك فالشخصية هي الشعور الذي يقرر العلاقات ويتفهمها وبهذا تقفل الدائرة.
الاستدلال، أي تنظيم القضايا بحيث تؤدي إلى إيجاد نتيجة
تنظم القضايا في اللغة على صورة «جمل»، وكثيرا ما يتفق للجمل أن تعبر عن أحكام معقدة، فمن الممكن مثلا أن تعبر جملة في مجموعها عن حكم شرطي أو حكم انفصالي، وفي أحوال أخرى تعدل القضايا التابعة معنى القضية الرئيسية بفروق طفيفة، بحيث تعبر الجملة كلها عن معنى حلمي واحد، وعلى خلاف ذلك قد يحدث أن تبين القضية الرئيسية أن التابعة هي محض إمكان، أو أنها بعكس ذلك ضرورة، بحيث يكون المجموع حكما احتماليا أو ضروريا.
غير أن تنظيم الجملة يكون في أحوال أخرى مختلفا تمام الاختلاف. ويمكن أن يقال بوجه عام أن الجملة إذا كانت تبدأ بكلمة «بما أن» أو بغيرها من الكلمات التي تنبئ بأننا سوف نقدم أسبابا، فإن القضايا التابعة تولد القضية الرئيسية ، وتكون هي المكونات التي تنتج عنها هذه القضية الرئيسية. وعندئذ لن تعبر الجملة عن حكم مركب بل عن استدلال.
والاستدلال اسم يطلق على تنظيم منطقي يتألف من أحكام مكونة تولد حكما ناتجا، ويسمى هذا الحكم الأخير «بالنتيجة» والمكونات «بالمقدمات» فإذا قلت مثلا: «بما أن سقراط إنسان فهو فان» تكون القضية الأولى هي المقدمة، والثانية نتيجة، غير أن اللغة فيها معنى التقدير والحذف في معظم الأحوال، وهي تنطوي على قدر غير قليل من المعاني الضمنية، فهنا توجد مقدمة أخرى ضمنية هي: وكل إنسان فان.
المبادئ العامة للمنطق الاستدلالي
لن نتحدث هنا عن المنطق الاستدلالي، إذ يبدو من المستحسن في رأينا أن نستخلصه من المناهج العلمية، وإنما سنقتصر على بيان مبادئه العامة، أعني القواعد التي ينبغي أن يلتزمها التفكير في استدلاله حتى يتجنب كل خطأ.
هذه المبادئ ثلاثة: أولها يضع القاعدة العامة التي يلتزمها الإثبات والآخران يضعان قواعد النفي وتلك هي: مبدأ الهوية، ومبدأ التناقض ومبدأ الثالث أو الوسط المرفوع. (1)
مبدأ الهوية، وصيغته: أ هي أ أو أ تكون أ. ولكن لكي نفهم هذه الصيغة المقتضبة، ينبغي علينا أن نفسر الرمز أ وكلمة «هي» أو «فعل الكينونة» تفسيرا صحيحا، إذ إن المبدأ قد أثار عددا لا نهاية له من التفسيرات الباطلة، وأقدم هذه التفسيرات ينحصر في اعتقاد أن أ تشير إلى «شيء» وأن فعل الكون يفيد وجوده، لكن نظرا لأن طبيعة الزمان ليست موضحة في هذه الصيغة، فإن ذلك يوحي بتفسير المبدأ على أنه «كل ما يوجد أزلي». مما يستتبع أن يكون القلم والمنضدة أزليين - وهو محال - أو يكون القلم والمنضدة غير موجودين ما داما ليسا بأزليين.
Halaman tidak diketahui