Mantik dan Falsafah Sains
المنطق وفلسفة العلوم
Genre-genre
وإذن فقد كان «كانت» محقا عندما عد مبدأ الجوهر ضمن مبادئ علاقات التجربة، فهذا المبدأ يعني كما لاحظ ميرسون
Meyerson - مثلا - أن الروح العلمية تنطوي على قدر معين من الواقعية، أي من الإيمان بالواقع. ولا شك أن هذه الواقعية مؤقتة، وأن العلم مثالي في أساسه، ولكن العلم يرتكز، في مرحلة معينة من مراحل البحث، على واقعية مؤقتة، يعبر عنها مبدأ الجوهر. (ب) مبدأ السببية «كل التغييرات تحدث تبعا لقانون الارتباط بين الأسباب والنتائج» وعلى هذا المبدأ تبنى «القوانين السببية» ومن أمثلتها القوانين التي ترجع مرضا معينا إلى تأثير جرثومة معينة. (ج) مبدأ التأثير المتبادل
يوجد تأثير متبادل عام بين الجواهر بالقدر الذي تكون فيه متزامنة في المكان. وبعبارة أخرى، فكل الأشياء المتزامنة في الكون يؤثر بعضها في بعض، وهذا التأثير المتبادل يخضع لقوانين. وهذه القوانين «ارتباطية»، فهي تبين أن الحوادث المشار إليها «ترتبط» بعضها ببعض. وهذه القوانين لا تسري فقط على «الجواهر» - على حد تعبير «كانت» - أعني على الحقائق المادية؛ بل تسري أيضا على الحوادث، أعني على تغيراتها وعلى صفات الحقائق أو الحوادث وعناصرها والعوامل المتحكمة فيها. وهكذا نجد قانون «ماريوت» يحدد حجم كتلة من الغاز من حيث «ارتباطها» بالضغط وقانون «أوم
Ohm » يمكن من حساب القوى الكهربية المحركة لتيار كهربائي من حيث «ارتباطها» بالمقاومة والشدة.
أساس الاستقراء عند «كانت» هو إمكان التجربة
والآن نعرض لمشكلة أدق، هي مشكلة «أساس» الاستقراء. فالأساس هو الدعامة المتينة، وهو الحجة التي يدعيها العالم لنفسه عندما يستقرئ. ونقول إنه يدعي لنفسه حجة، لأنه ينتقل من مجال إلى آخر ، فينتقل من الواقعة إلى القانون. فلم يكن كبلر يستطيع أن يرى المدار البيضاوي الذي أكد أن الكواكب تتحرك فيه، وهو لم ير إلا «بضع» مواقع لكوكب «واحد» فافترض أن هذه المواقع نقط في مدار بيضاوي. وذلك المدار يضم عددا «لامتناهيا» من المواقع الماضية والحاضرة والمستقبلية «لأي» كوكب. وقد افترض كبلر أن كل الكواكب «مضطرة» بمعنى ما إلى التحرك في مدار بيضاوي، وأنها ترسم «بالضرورة» وعلى الدوام، مدارات بيضاوية. ومن هنا ندرك مدى «الوثبة» التي يقوم بها المرء عندما يستقرئ. وهذه الوثبة تحدث في كل الأحوال، ولا يتحقق أي علم دونها.
ومن المحال أن نبرر هذه الوثبة عن طريق الاستنباط. فليس هناك أي «تحصيل حاصل» في حركة التفكير التي نستقرئ بها. ذلك لأن أساس المنطق الاستنباطي هو «مبدأ الهوية»، وتبعا لهذا المبدأ لا يجوز للمرء متى أكد صدق قضية ما، أن يؤكد صدق قضية أخرى تناقضها ؛ بل إنه متى أكدها، وجب عليه أن يستمر دائما في تأكيدها، هي وما تستتبعه من نتائج. فهل يحق للمرء أن يمد هذه القضية ويعممها، وينتقل من تأكيد ظاهرة إلى تأكيد قانون؟ إن مبدأ الهوية لا يرفض هذا الحق، ولكنه عاجز تماما عن أن يمدنا به، بل الحق أنه لا يذكر عنه شيئا. (1) الإدراك الحسي والعلم
لكن الأمر الذي يطمئننا هو أن «الوثبة» التي نقوم بها عندما نستقرئ، هي وثبة نقوم بها بالضرورة ما دمنا «نفكر». وفي هذه المسألة نجد أن الإدراك الحسي لا يقل تعجلا عن العلم؛ بل إنه ينطوي على نوع من العلم. فهو لا يصوغ قوانين بالمعنى الصحيح، وإنما يقرر أشياء وحقيقة واقعة، بطريقة ضرورية، ويدعي لنفسه صفة الحقيقة، ولو تخلى عن صفة الحقيقة، لتخلى عن وجوده ذاته. على أن إقرار حقيقة واقعة، معناه تأكيد أن لنا الحق في الاعتراف بوجود يتقرر خارج الفرد الذي يقرره، أعني الاعتراف بوجود ضروري شامل؛ ضروري بمعنى أنه يتمثل ويوجد ضمنا في كل الإدراكات الحسية للشخص الذي يدرك، ويتحكم في هذه الإدراكات على نحو ما، وشامل بمعنى أنه متضمن، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، في جميع الإدراكات الحسية لكل الموجودات القادرة على الإدراك الحسي، وإذن فالإدراك الحسي ذاته يتجاوز نطاق التجربة المباشرة في تأكيد عمومية الوجود وضرورته.
وفي وسعنا أن نقرب بين الإدراك الحسي والعلم بطريقة أعمق من هذه. فليس ثمة إدراك حسي دون وجود هندسة تلقائية، لأننا لا نستطيع رؤية شيء أو لمسه دون أن نحدد له شكلا. غير إن هذا الشكل هو ذاته «القانون». وكما أن كبلر قد جمع في المدار البيضاوي سلسلة من مواقع الكواكب، فإن المدرك الساذج يجمع في دائرة مثلا، لمسات يده لمائدة مستديرة، أو الصور التي ترسمها هذه المائدة في عينيه، وفي معظم الأحيان لا يمكن أن تكون هذه الصورة دائرية؛ بل تكون بيضاوية بدرجات مختلفة، وإنما تكون فكرة الدائرة المتضمنة في رؤية المائدة المستديرة نتيجة لنوع من الاستقراء التلقائي الساذج، وهذا الاستقراء بدوره يمكن من القيام بنوع من الاستنباط الذي يشبههه في تلقائيته وسذاجته، إذ إن الدائرة التي نفكر فيها عن طريق الإدراك الحسي للمائدة المستديرة تتشكل ذهنيا بعدد لا متناه من الدوائر أو من الأشكال البيضاوية الممكنة، فتسمح بالتنبؤ بكل الصور التي يمكن أن تبعثها المائدة المستديرة في أعين جميع من يدركونها، أو بالتكهن بسلسلة الاتصالات اللمسية التي تقدمها الدائرة أو يمكن أن تقدمها لهم. (2) الفلسفة الترنسندنتالية
علينا أن نبحث عن أساس الاستقراء في الإدراك الحسي، أي في أكثر التجارب تلقائية وبساطة وضرورة. وهذا ما تعنيه الفلسفة الترنسندنتالية «عند كانت» وقد عرض «كانت» نفسه الفكرة الأساسية لهذه الفلسفة في مقدمة «نقد العقل المحض» (الطبعة الثانية) فقال «إن الأمر هنا لأشبه بالفكرة الأولى عند كبرنك فهو حين ألفى نفسه عاجزا عن الوصول إلى تفسير لحركات السماء على أساس القول بأن جميع الأجرام السماوية تدور حول المشاهد، بدا له أنه قد يحرز نجاحا أكبر لو جعل المشاهد ذاته يدور، ويترك النجوم ساكنة، وفي الميتافيزيقيا يمكننا أن نقوم بمحاولة مماثلة، وبالنسبة إلى إدراكنا الحسي للأشياء. فإن كان من الواجب أن ينظم هذه الإدراك تبعا لطبيعة الأشياء، فلست أدري كيف يمكننا معرفة شيء عنه قبليا
Halaman tidak diketahui