Mantik dan Falsafah Sains

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
191

Mantik dan Falsafah Sains

المنطق وفلسفة العلوم

Genre-genre

Nosologie ) ولا دراسة الأعراض (

Sémiologie ) إلا إذا ارتبطتا بدراسة الأسباب (

Etiologie )، ولكلمة السبب في مناهج البحث العلمي معنيان مختلفان كل الاختلاف، نرى أن نطلق عليهما اسم «المعنى الأكبر » والمعنى الأصغر. فبالمعنى الأصغر يكون السبب عنصرا في القانون؛ فهو الظاهرة السابقة التي لا بد «من وجودها» لحدوث الظاهرة التي يدور حولها البحث، فسبب النزلة الشعبية مثلا هو التعرض للبرد، أما بالمعنى الأكبر، فالسبب هو عملية كيميائية تغير أنسجة الشعبتين أو الرئتين، وتؤدي إلى الإكثار من جراثيم معينة، فتثار عندئذ مجموعة عمليات منعكسة تؤدي إلى الحمى (وإن يكن الرأي لم يستقر بعد هذا التعليل). وبعبارة أخرى، فالسبب بالمعنى الأصغر يقف في نفس مستوى الظاهرة المراد تعليلها، وكل ما في الأمر يسبقها ويرتبط بها القانون أما بالمعنى الأكبر، فهو يكمن وراء الظاهرة، وينتمي إلى مستوى من مستويات الواقع أبعد غورا وأكثر خفاء، ولكنه أقرب إلى العقل. وهكذا نفهم لماذا كانت المناطق القطبية تتمثل فيها تلك الظاهرة المزدوجة ظاهرة «الليالي البيضاء» في التعامد (الاعتدال) الصيفي، وظاهرة الليل ذي الساعات الأربع والعشرين، في التعامد (الاعتدال) الشتوي، وهي ظواهر يعللها ميل المدار الشمسي نحو خط الاستواء.

ونقول بعبارة أخرى أن سبب الظاهرة بالمعنى الأصغر، هو إجابة عن السؤال «كيف تحدث الظاهرة؟» وبالمعنى الأكبر. هو إجابة السؤال «لم؟» وهو السؤال الحقيقي.

ولنوضح هذه الفكرة مرة ثانية بتعبير آخر فنقول إن السبب (الأصغر) يتركنا في مستوى الظواهر أي «المحسوس»، والسبب «الأكبر» يدفعنا إلى الدخول في ميدان «المعقول». وفي المثال الأخير الذي عرضناه، كما في أمثلة أخرى عديدة تستمد من البحث الكوني والفلكي، يكون الطابع العقلي رياضيا فحسب. وهو ينحصر كما كان يقول أنصار فلسفة ديكارت في أن نستبدل بالشمس المحسوسة، التي تدفئ وتضيء، والتي لا تزيد في حجمها عن حجم منزل يبعد عنا بضع فراسخ، شمسا معقولة، رياضية خالصة، أكبر من الأرض بكثير وتقع على مسافة هائلة منها، وليست في حقيقة الأمر حارة ولا مضيئة، وإنما تبعث إشعاعات تختلف أطوال موجاتها، وتبعث فينا «إحساسا» بالحرارة والضوء.

فتفسير ظاهرة ما، هو بيان سببها، والدخول، عن هذا الطريق إلى ما أسماه أفلاطون «بالعالم المعقول». ولقد كان أفلاطون يقول إن المعقول هو «الحقيقة» التي لا يعدو المحسوس أن يكون «مظهرا» لها. أما المحدثون فيميلون إلى التعبير عن هذه الفكرة بطريقة مختلفة بعض الاختلاف مؤداها أن المعقول هو «التركيب الباطن» للمحسوس، وهو أساس حقيقته.

النظريات العلمية هي تفسيرات عن طريق السبب

ظل العلماء، طوال ما يقرب من قرنين من الزمان (القرنين الثامن عشر والتاسع عشر) يمتنعون عن التفسير بالسبب، ويقتصرون على التفسير بالقانون. وهذا هو ما أسماه «أوجست كونت» بالوضعية.

3

فقد امتنع الفلاسفة عن الإجابة عن السؤال: لم؟ ولم يسمحوا إلا بالإجابة عن السؤال: كيف؟

Halaman tidak diketahui