Logik Ishraqi di Suhrawardi

Mahmud Muhammad Ali d. 1450 AH
74

Logik Ishraqi di Suhrawardi

المنطق الإشراقي عند السهروردي المقتول

Genre-genre

53

على أن هذا ليس معناه أن «ابن سينا» لم يتأثر بمنطق أرسطو، بل بالعكس تأثر به كل التأثر، وعول عليه كل التعويل، فحاكاه في ترتيبه للمنطق، واستمد منه مواد كثيرة، ولا يتردد في أن يصرح بذلك، فيقول: «... ولما افتتحت هذا الكتاب (يعني المدخل)، ابتدأت بالمنطق، وتحريت أن أحاذي به ترتيب كتب صاحب المنطق، وأوردت في ذلك من الأسرار واللطائف ما تخلو عنه الكتب الموجودة، ثم تلوته بالعلم الطبيعي، فلم يتفق لي في أكثر الأشياء محاذاة تصنيف المؤتم به في هذه الصناعة وتذاكيره.»

54

وهنا يتضح أن «ابن سينا» إذا كان له بعض الملحوظات على المنطق الأرسطي، فإنه يتمسك بما قاله أرسطو، بينما السهروردي عكس ذلك تماما. ويمكن توضيح ذلك من خلال المقارنة التالية بين منطق الإشراق عند السهروردي ومنطق المشرقيين عند ابن سينا؛ فمنطق الإشراق يختلف عن منطق المشرقيين؛ وذلك لأن منطق المشرقيين لا يوجد فيه نقد للمنطق الأرسطي يأخذ بعدا إشراقيا، بل ذكر لبعض مسائل المنطق الأرسطي المختلف فيها؛ لأن المنطق المتفق عليه عرفه ابن سينا من قبل للعامة في الشفاء، ووضع مسائل الخلاف الخاصة في منطق المشرقيين. يقول ابن سينا: «... وبعد لا نلتفت فيه لفت عصبية أو هوى أو إلف، ولا نبالي من مفارقة تظفر منا ما ألفه متعلمو كتب اليونانيين إلفا عن غفلة وقلة فهم .»

55

غير أننا نلاحظ أن منطق المشرقيين عند ابن سينا، وإن كان يستعمل نفس اللفظ «شرق»، إلا أنه لا صلة بينه وبين منطق الإشراق؛ فلفظ «المشرقيين» عند ابن سينا لا يدل على منطق خاص، بل هو لفظ من اللغة العادية لا يعني به ابن سينا أكثر من عنوان لكتاب يذكر فيه بعض جوانب المنطق الأرسطي التي ثار حولها خلاف في عصره، بصرف النظر عن اختلاف أو اتفاق ما يصل إليه «ابن سينا» على ما جرى العرف عليه في كتابات المناطقة المشائين السابقين.

وهنا نستشهد بما لمحه السهروردي نفسه إلى مخطط «ابن سينا»؛ حيث يقول: «ولهذا صرح الشيخ أبو علي (يقصد ابن سينا) في كراريس نسبها إلى المشرقيين توجد متفرقة غير ملتئمة، بأن البسايط ترسم ولا تحد، وهذه الكراريس، وإن نسبها إلى المشرق، فهي بعينها من قواعد المشائين، والحكمة العامة، إلا أنه ربما غير العبارة، أو تصرف في بعض الفروع تصرفا لا يباين كتبه الأخرى بونا يعتد به، ولا يتقرر به الأصل المشرقي المقرر في عهد العلماء الخسروانية، فإنه هو الخطب العظيم.»

56

ومعنى هذا أنه لا مجال للتفرقة بين منطق الإشراق ومنطق المشرقيين من حيث المضمون. أما من حيث اللفظ؛ فالسهروردي لا يقصد في كلمة «إشراق» أي معنى جغرافي، بل يقصد معنى صوفيا، ولهذا يجعل من المشرق دلالة مجازية على الإشراق،

57

Halaman tidak diketahui