فقال: يا أم داود، قد دنا الشهر المعظم شهر رجب وهو شهر مسموع فيه الدعاء، فصومي ثلاثة الأيام البيض: ثالث عشر، ورابع عشر، وخامس، عشر ثم اغتسلي في اليوم الثالث وقت الزوال وصلي صلاة الزوال ثمان ركعات تحسنين قنوتهن، ثم تصلين الظهر وبعد الظهر ركعتين، ثم صلي ثمان ركعات، ثم صلي العصر واستقبلي القبلة واقرئي الحمد مائة مرة، و{قل هو الله أحد } مائة مرة، ثم اقرأي سورة الأنعام، وبني إسرائيل، وسورة الكهف، ويس، والصافات، وحم السجدة، وحم عسق، وحم الدخان، وسورة الفتح، وسورة الواقعة، وتبارك الذي بيده الملك ، ون، وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى الحمد، فإذا فرغت من ذلك وأنت مستقبلة القبلة فقولي: صدق الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام، الحليم الكريم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وبلغت رسله رسالاته وأنا على ذلك من الشاهدين، اللهم لك الحمد ولك المجد، ولك الفخر ولك النعمة، ولك الرحمة ولك المهابة، ولك العظمة ولك السلطان، ولك الامتنان ولك التسبيح، ولك التهليل ولك التقديس، ولك التكبير ولك ما يرى وما لا يرى، ولك ما فوق السماوات العلى، ولك ما تحت الثرى، ولك الآخرة ولك الأولى، ولك ما ترضى من الثناء ولك الحمد والشكر والنعماء، اللهم صل على جبريل أمينك على وحيك، والقوي على أمرك، والمطاع في سماواتك ومحال كراماتك، والمتحمل لكلماتك، والناصر لأنبيائك، والمدمر لأعدائك، اللهم صل على ميكائيل ملك رحمتك، والمخلوق لرأفتك، والمستغفر لأهل طاعتك، اللهم صل على إسرافيل كافل عرشك، وصاحب الصور المنتظر لأمرك، الوجل المشفق من خيفتك، اللهم، صل على حملة العرش الطاهرين، وعلى السفرة الكرام البررة، وعلى ملائكتك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم صل على أبينا آدم، بديع فطرتك الذي أكرمته بسجود ملائكتك، وأنخته جنتك، اللهم صل على أمنا حواء المطهرة من الدنس، المترددة بين مجال القدس، اللهم صل على هابيل وشيث وإدريس ونوح وإبراهيم وموسى وهارون ويوشع والخضر وذي القرنين ويونس وإلياس واليسع وذي الكفل ولوط وداود وسليمان وزكريا ويحيى وشعيب وأرميا وهود وصالح وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ولقمان والأسباط وأيوب وطالوت وجرجيس ودانيال وعزير وعيسى وشمعون والحواريين والأتباع، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وعلى الشهداء والسعداء وأئمة الهدى، وعلى الأبدال والأوتاد، والسياح والعباد، والصالحين والزهاد، وأهل الجد والاجتهاد، وخص محمدا وأهل بيته بأفضل صلاتك، وأفضل كراماتك، وبلغ روحه تحية وسلاما وزيادة وفضلا وشرفا وكرما، حتى تبلغه أعلى درجات أهل الشرف من النبيين والمرسلين والأفاضل المقربين، اللهم صل على من سميت ومن لم اسم من ملائكتك، وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، وواصل اللهم صلواتي إليهم وإلى أرواحهم، واجعلهم إخواني فيك، وأعواني على دعائك، وأستشفع بكرمك إلى كرمك، وجودك إلى جودك، وبرحمتك إلى رحمتك، وبأهل طاعتك إليك، اللهم إني أسألك بكل ما سألك واحد منهم من مسألة شريفة غير مردودة، وما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة يا الله يا رحمن يا رحيم، يا حكيم يا كريم، يا حليم يا عظيم، يا جليل يا جميل، يا كفيل يا وكيل، يا مقيل يا مجير، يا جميل يا منير، يا خبير يا متين، يا مزيل يا مجيد، يا كبير يا قدير، يا بصير يا شكور، يا بر يا ظاهر، يا ساتر يا محيط، يا حفيظ يا قريب، يا ودود يا حميد، يا مبدئ يا معيد، يا شهيد يا محسن، يا مجمل يا منعم، يا مفضل ، يا قابض يا باسط، يا هادي يا مرسل، يا مرشد يا مسدد، يا معطي يا مانع، يا دافع، يا باقي يا خلاق، يا وهاب يا تواب، يا فتاح يا نفاح، يا فتاح، يا من بيده كل مفتاح، يا رؤوف يا عطوف، يا كافي يا شافي، يا وافي، يا حي يا مهيمن، يا عماد، يا جبار يا متكبر، يا سلام يا مؤمن، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد، يا قدوس، يا ناصر يا مؤنس، يا باعث يا وارث، يا عالم يا حاكم، يا بارئ يا مصور، يا مسلم، يا مستجيب، يا دائم يا قائم، يا حكم يا حكيم، يا جواد يا بر، يا ساتر يا عادل، يا فاصل يا ديان، يا حنان يا منان، يا من علا فاستعلى فكان بالمنظر الأعلى، يا من قرب فدنا، وبعد فنأى، وعلم السر وأخفى، يا من له التدبير والمقادير، يا من العسير عليه يسير، يا من هو على ما يشاء قدير، يا مرسل الرياح، يا فالق الإصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح، يا راد ما فات، يا ناشر الأموات، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا حي حين لا حي، يا حي يا محيي الموتى، لا إله إلا أنت، يا بديع السماوات والأرض، يا إلهي صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارحم ذلي وانفرادي وفاقتي، وخضوعي بين يديك، واعتمادي عليك وتضرعي إليك، أدعوك دعاء الخاضع الذليل، الخاشع الخائف، المشفق، البائس الفقير، المتحير الحقير، العائذ المستجير، المقر بذنبه، المستغفر لذنبه، دعاء من أسلمته ثقته، ورفضته أحبته، وعظمت فجعته، دعاء ضعيف حزين، بائس مسكين، اللهم وأسألك بأنك ملك مقتدر، وأنك على ما تشاء من أمرك يكن، وأنك على ذلك قدير، وأسألك بحرمة الشهر الحرام، والمشاعر العظام، والبلد الحرام، وقبر نبيك عليه السلام ، يا من وهب لآدم شيث، وإبراهيم إسماعيل وإسحاق، يا من رد يوسف على يعقوب، ويا من كشف بعد البلاء ضر أيوب، ويا راد موسى على أمه، ويا زائد الخضر في علمه، ويا من وهب لداود سليمان، ولزكريا يحيى، ولمريم عيسى، يا حافظ بنت شعيب، يا كافل ولد موسى، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تغفر ذنوبي كلها، وتجيرني من عذابك، وتوجب لي رضوانك وأمانك وغفرانك وحنانك وإحسانك، وأسألك أن تفك كل حلقة بيني وبين من يؤذيني، وتفتح كل باب، وتلين لي كل صعب، وتسهل كل عسير، وتخرس عني لسان كل ناطق بسوء، وتكبت عني كل باغ، وتمنع مني كل ظالم، وتكفيني كل عائق يحاول تفريقا بيني وبين طاعتك، ويثبطني عن عبادتك، يا من ألجم المتمردين، وقهر عتاة الشياطين، وأذل رقاب المتجبرين، ورد كيد المتسلطين عن المستضعفين، أسألك بقدرتك على ما تشاء، وتسهيلك لما تشاء أن تعجل قضاء حاجتي مما تشاء، ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي: اللهم لك صليت، ولك سجدت، وبك آمنت، فارحم ذنبي وفاقتي، واجتهدي أن تسفح عيناك بقدر رأس إبرة، فإن ذلك آية الإجابة، واحفظي ما أعلمك، واحذري أن تعلمي هذا الدعاء أحدا ممن يدعو به بغير حق، فإن فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، ولو أن السماوات والأرض كانتا رتقا والبحار من ورائهم، وكان ذلك من دون حاجتك، لسهل الله تعالى الوصول إلى ذلك، ولو أن الجن والإنس أعداؤك لكفاك الله مؤونتهم، وذلل لك رقابهم إن شاء الله عزوجل.
قالت فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم عليه السلام : فكتبت الدعاء وانصرفت ودخل شهر رجب ففعلت كما أمرني عليه السلام ثم رقدت، فلما كان إلى آخر الليل رأيت في نومي كأن من صليت عليه من الملائكة والنبيين والشهداء والصالحين ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يا أم داود، كلهم يستغفرون لك، أبشري فكل من ذكرت أعوانك وإخوانك ومبشروك بنجح حاجتك، فأبشري فالله يحفظ ولدك ويرده عليك، قالت: فانتبهت من نومي فمالبثت إلا مسافة الطريق من العراق إلى المدينة للراكب المجد حتى قدم علي ولدي داود، فسألته عن حاله، فقال لي: إني كنت محبوسا في أضيق حبس وأثقل قيد، وذلك يوم النصف من رجب إذ رأيت في المنام كأن الدنيا فتقت لي، فرأيتك على حصير صلاتك، وحولك رجال رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض، عليهم ثياب خضر يسبحون الله حولك، وقال قائل منهم حسن الوجه، نظيف الثياب، طيب الرائحة، خلته جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بن العجوز الصالحة الشريفة استجاب الله لأمك فيك دعاءها، فانتبهت ورسل أبي الدوانيق بإذن الله على الباب، فأدخلت عليه في جوف الليل، وأمر بفك القيد عني والإحسان إلي، وأمر لي بخمسين ألف درهم وخرجت من يومي، قالت:
Halaman 76