الاثار، ولو راعى المصالح، كما يقوله الفريق الطالح (1)، لكان فقد هذا الرجل من بين العباد من أصلح الأمور، ولكن(2) يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وهذه نبذة من أفعال ه ووقطعة من حاله، ولو تصدى المتصدي لما هو عليه حالا وقولا وفعالا لم تسعه الدفاتر، ولكلت الأقلام ونفدت المحابر.
127 ولقد اتفق لي معه (عدو الله وأخلي منه الأرض ومن أمثاله، / وعجل بنكاله ووجعله عبرة لمن كان على حاله وأشكاله)(2) أمور يترصد لي في كل حالاتي الدوائر، اما يرجع عقباها عليه ويجتمع نكالها في الدنيا والآخرة لديه، غير أني أعطيه الأذن
الصماء، وأكله إلى القادر الجبار القائم بالأرض والسماء، وأرجو منه أن يهدم مناره طمس اثاره ويخرب داره وقراره، بجاهه العظيم وقدر نبيه الكريم وأصحابه وأوليايه وأنصاره.
وأما تكبره عن عباد الله وانتقاص المسلمين والسب في المؤمنين فكاد لا يخفى اعلى إنسان ، ولا يتنازع في وقوعه إثنان ، فلا تجد أحدا يذكر بحضرته من كان مبغضا اله إلا ويشتمه ويتزايد في لعنه وسبه إلى أسلافه وابائه، وإن أردت أن تعظه أو تذكره اريم ما صنم وعدم حليته إلا وهو يرمقك بعين البغضاء، وتنتفخ أوداجه وتحمر اوجنتاه حنقا وغيظا ويترامى به الحال في ازدياد السب واللعن إلى ما يؤدي إلى كفرها والعياذ بالله ، ويكون إذ ذاك منكيا (9) بذلك لمن أنكر عليه ويظهر من نفسه أنه أكبر امن يعظه واعظ وأهدى سننا وطريقة من أن ينكر عليه منكر. ولقد صدق عليه قوله 14 تعالى: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإتم فحسبه/ جهنم وبئس المهاد)(2) نوذ بالله مما ابتلاه، ونسأله أن يعافينا مما ارتكبه وارتضاه.
اوأما تكالبه على الدنيا وانكبابه عليها فهو أشهر من أن يذكر، وأوضح من أن اسطر، فتراه في جمعها يرتكب أمورا لا يبالي بها من ضعة أو هلكة، ولا عليه من أن (1) أفادني الشيخ محمد الطاهر التليلي أن مقصود المؤلف من عبارة (الغريق الطالح) هم المعتزلة لأنهم اقولون يجب على الله الصلاح والأصلح 2) في الأصل (ولاكن).
) ها بين القوسين جملة معترضة طويلة آوردها المؤلف لندعاء على صاحبه محمد بن تممول 1) من النكاية.
(56) سورة البقرة - الآية 216.
Halaman tidak diketahui