ومنهم: أبو الفتح الأصفهاني، جمع في آخر عمره بين فضل وعلم، وكان في عنفوان شبابه، دنس نفسه، وتابع الرؤساء، ثم تاب، وورد الكتاب من محمود سلطان زمانه، يحمل المعتزلة إلى حضرته «بغزية» فحمل من نيسابور ثلاثة نفر، هو، وأبو صادق إمام مسجد الجامع، وأبو الحسن الصابري، المعروف «بسيبويه»، لعلمه بالنحو، فبعث يهم الى «غزدار» فماتوا هنالك، وقبورهم بها، وكانوا يدعون بها الناس.
ومنهم: أبو الحسن الرقا، والقاضي أبو بشر الجرجاني، وزيد بن صالح، وأبو حامد أحمد بن محمد بن إسحاق النجار، قرأ على القاضي أبي نصر بن سهيل، وأبي محمد الخوارزمي، وأبي الحسن الأهوازي، ثم خرج الى الري وقرأ على قاضي القضاة.
ومنهم: أبو بكر الرازي، وأبو حاتم الرازي، وأبو بكر الدينوري، وأبو الفتح الصغار، وأبو الفتح الدماوندي، وأبو الحسن الكرماني، وأبو الفضل الجلودي، وأبو القسم بن متكا، وأبو عاصم المروزي، وأبو نصر من مرو، وأبو الحسن الخطاب، وأبو طالب بن أبي شجاع من آمل.
ومنهم: أبو الحسين البصري، محمد بن علي، صاحب المعتمد في أصول الفقه، أخذ عن القاضي، ودرس ببغداد، وكان جدلا حاذقا، وله كتب كثيرة منها: تصفح الأدلة، ونقض الشافي في الإمامة، ونقض المقنع في الغيبة، وكان للبهاشمة عنه نقرة لأمرين، أحدهما: أنه دنس نفسه بشيء من الفلسفة وكلام الأوائل، وثانيهما: ما ورد على المشايخ في نقض أدبهم في كتبه، وذكر أن ذلك الاستدلال لا يصح.
قال الحاكم: وبهذين الأمرين، لم يبارك في علمه. قلت: وهذا نوع تعصب، بل قد نفع الله بعلمه أبلغ من غيره، ألا ترى إلى كتاب المعتمد في أصول الفقه «1»، فانه أصل لأكثر الكتب التي صنفها المتأخرون في هذا الفن، واعتمده
وكذلك غيره من كتب أصول الدين كالفائق.
ومن تلامذته: الشيخ التحرير محمود بن الملاحي، مصنف المعتمد الأكبر، وقد تابعهما خلق كثير من العلماء المتأخرين، كالإمام يحيى بن حمزة، وأكثر الإمامية.
والفخر الرازي من المجبرة، اعتمد على رأيه في اللطيف وغيره.
Halaman 99