وروي أن عمرو بين عبيد قال لأبي عمرو: شغلك الأعراب عن معرفة الصواب إن الله يتعالى عن الخلف، والشاعر قد يقول: الشيء وخلافه، فهلا قلت في انجاز الوعد والوعيد ما قال الشاعر:
إن أبا ثابت لمجتمع الرأي ... شريف الآباء والبيت
لا يخلف الوعد والوعيد ولا ... يبيت من ثاره على فوت
فسكت أبو عمرو.
وكان أبو علي يقول: «ليس بينى وبين أبي الهذيل خلاف، إلا في أربعين مسألة، وما كان في الدنيا، بعد الصحابة، أعظم عنده من أبي الهذيل، إلا من أخذ عنه كواصل، وعمرو».
وسئل أبو علي عن وجه الحكمة، في إماتة الرسول، وابقاء إبليس، فقال:
«إن الذي لا يستغنى عنه هو الله وحده، وأما الأنبياء، فقد يغنى الله عنهم بالطاعة. وأما ابليس، فلو علم الله في إماتته مصلحة لفعل، ولو علم في بقائه مفسدة لما بقي، لكن كان يفسد مع موته من فسد مع حياته».
قال أبو الحسن: «والرافضة، لجهلهم بأبي علي ومذهبه، يرمونه بالتعصب وكيف وقد نقض كتاب عباد في تفضيل أبي بكر، ولم ينقض كتاب الاسكافي المسمى «المعيار والموازنة» في تفضيل علي على أبي بكر».
وتوفى أبو علي سنة ثلاث وثلاثمائة، وكان أوصى إلى أبي هاشم أن يدفنه في العسكر، وأن لا يخرجه عنها، فلما مات صلى عليه أهل العسكر، وأبى أبو هاشم إلا أن يحمله إلى جباء، فحمل إلى مقبرة كان فيها أم أبي علي وأم أبي هاشم، في ناحية بستان أبي علي.
قال أبو الحسن: «كنت أمر مع أبي علي بالغدوات، إلى ذلك البستان، فاذا دخله، بدأ بالقبور، فدعا لأهلها».
ومن هذه الطبقة: أبو مخالد (مجالد)، واسمه أحمد بن الحسني البغدادي.
Halaman 71