انفردا عن أصحابهما بمسائل، وانفرد أحدهما عن صاحبه بمسائل، أما المسائل التي انفردا بها عن أصحابهما.
فمنها: أنهما أثبتا «إرادات» حادثة، لا في محل، يكون الباري تعالى بها موصوفا، مديدا. «وتعظيما» لا في محل، إذا أراد أن يعظم ذاته، و«فناء» لا في محل إذا أراد أن يفنى العالم.
وأخص أوصاف هذه «الصفات» يرجع إليه، من حيث أنه تعالى أيضا، لا في محل.
وإثبات موجودات، هي «أعراض» أو في حكم «الأعراض»، لا محل لها كإثبات موجودات، هي «جواهر» أو في حكم «الجوهر» لا مكان لها، وذلك قريب من مذهب «الفلاسفة»، حيث أثبتوا «عقلا»، هو جوهر، لا في محل، ولا في مكان. وكذلك «النفس الكلية» و«العقول المفارقة».
ومنها: أنهما حكما بكونه تعالى «متكلما»، بكلام يخلقه في محل، وحقيقة «الكلام» عندهما، أصوات مقطعة، وحروف منظومة، والمتكلم من فعل «الكلام»، لا من قام به الكلام.
إلا أن «الجبائي»، خالف أصحابه خصوصا بقوله: يحدث الله تعالى، عند قراءة كل قارئ، كلاما لنفسه، في محل القراءة، وذلك حين ألزم أن الذي يقرؤه القارئ، ليس بكلام الله، والمسموع منه، ليس من كلام الله، فالتزم هذا المحال، من إثبات أمر غير معقول ولا مسموع، وهو إثبات كلامين فى محل واحد.
Halaman 177