============================================================
وأما في وقتنا هذا فما أغفلهم عن هذه الآية المسلمون يعطون النصارى الرشا والبراطيل وهم صاغرون، والكفار يتكبرون عليهم ويهددوهم ويحتقروهم، ومنهم من لا يؤدي جزية أصلا، ومنهم من يب يكن لهذه(1) الآية وقع في قلوب أهل زماننا، ولا امتثال.
هذا الأمر شنيع وخطب فظيع، أكابر أهل الدنيا في زماننا يداهنون النصارى، ويتقربون إليهم، ومنهم من يقبل آيديهم وأرجلهم الركاب؛ كل هذا لتمكنهم في الدولة وخشية شرهم وتقيتهم هذا هو حكم الله فيهم: سمعت ما ذكر الله تعالى في كتابه فيهم، وقد قال تعا (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا اما يمكرون فيها و اما يشعرون)(2).
بانفسهم وم الحقيقة يمكرو ان وبال مكرهم ضرر عائد عليهم، فهم بانفسهم، فإن الله سبحانه وتعالى إذا خولف أمره فكأهم تسببوا في هلاك أنفسهم.
فينبغي هؤلاء الذين مكنهم الله في الأرض أن يعزلوا هؤلاء الك وينابذوهم، ويذلوهم كما أمر الله تعالى، رجاء أن يصلح الله شألهم ويا اييعلي كلمتهم، وينصرهم الله على أعدائهم، فإفهم إذا مكنوا أعداء الله يوشك مكن الله منهم أعداءهم، وقد جاء: (كما تكونوا يولى عليكم)(3).
(1) في المخطوط: لأهل. وهو تحريف.
(2) سورة الأنعام (الآية: 123) .
(3) هذا الحديث وأمثاله وما في معناه من الأحاديث الجارية والشائعة على ألسنة العوام وهي في الحقيقة من الموضوعات.
Halaman 76