وأجاب المحقق المقبلي في (نجاح الطالب) عما قاله ابن الحاجب في (مختصر المنتهى): أن الخارج عن الطاعة فاسق كفسق الخوارج بما لفظه: اعلم أن الخوارج اسم لمن خرج عن طاعة من تجب طاعته ونازعه ما أمره إليه، وقد اتفقوا على وجوب طاعة إمام العدل الذي لا طعن في خلافته، واختلفوا في طاعة المتغلب وهو من اغتصب عقد الخلافة بغير أهلية، أو فسق فسقا عارضا، أو نحوه، فقال الجمهور بوجوب طاعته، وأبى ذلك من أخبرنا عن إبانة خروجه على من اعتقد بطلان خلافته بأحد ذينك الأمرين:
فأولهم: الزبير، وطلحة، وأم المؤمنين رضي الله عنهم، ولكن كانت شبهتهم واهية لوضوح أمر إمامهم، وانفراده بسطوع ما يوجب طاعته، وإنما كانوا بلوى لمن تحت درجتهم الرفيعة، كما قال عمار رضي الله عنه : والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم بها لينظر إياه تطيعوه أم هي.
بل أخرج الطبراني، وابن أبي شيبة : ((يخرج قوم هلكى لا يفلحون قائدهم امرأة قائدهم في الجنة)) فإن أصحاب تلك الوقعة هم الذين يصدق عليهم.
وما ألطف إعادة الظاهر هنا حتى يعم طلحة والزبير، لأن الثلاثة كل منهم قائد، وإن كان لعائشة وجه مخصوص عند الناس.
ثم معاوية وهو باغ بالإجماع، مفتاح الملك العضوض كما اقتضاه الحديث النبوي وأمره واضح، ثم الحرورية وأمرهم أوضح، ثم الحسين السبط رضي الله عنه ، خرج على يزيد المريد وأمره أجلى من ابن جلا.
Halaman 127