127

Manhaj al-Naqd fi 'Ulum al-Hadith

منهج النقد في علوم الحديث

Penerbit

دار الفكر

Nombor Edisi

الثالثة

Tahun Penerbitan

١٤٠١ هـ -١٩٨١ م

Lokasi Penerbit

دمشق - سورية

Genre-genre

ومن القرائن التي تتميز بها الرواية قبل الاختلاط أن يكون الحديث من رواية الكبار من أصحاب الراوي المختلط أي الذين علم أنهم سمعوا منه في وقت مبكر وإن لم ينص على تاريخ سماعهم. فقد وجدناهم يصرحون بصحة رواية هؤلاء، مثل عطاء بن السائب، قال الخطيب في الكفاية (١): "قد اختلط في آخره عمره، فاحتج أهل العلم برواية الأكابر عنه مثل سفيان الثوري وشعبة لأن سماعهم منه كان في الصحة، وتركوا الاحتجاج برواية من سمع منهم أخيرا".
ومثل سعيد بن أبي سعيد المقبري: قيل أنه اختلط قبل وفاته بأربع سنين فأخرج له البخاري من حديث مالك وإسماعيل بن أبي أمية وعبيد الله بن عمر العمري وغيرهم من الكبار كما في هدي الساري.
قال العلامة التهانوي (٢) "قلت فرواية الكبار من أصحاب المختلط محمولة على الصحة".
وقد وقع في الصحيحين أحاديث يروى عمن اختلط من الثقات، مما قد يستشكل، فقال ابن الصلاح (٣):
"واعلم أن من كان من هذا القبيل محتجا به في الصحيحين أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط".
وهذا جواب سديد أيده العلماء وقرروه في مصنفاتهم (٤) يشهد له إجماع العلماء على تلقي أحاديث الكتابين بالقبول.

(١): ١٣٧.
(٢) في إنهاء السكن: ٩٨.
(٣): ٣٥٧.
(٤) انظر شرح الألفية: ٤: ١٦١ - والاغتباط نفس المكان، وفتح المغيث: ٤٨٦، والتدريب: ٥٢٨، وغيرهما.

1 / 134