[27] فإذا كانت الأضواء القوية التي في المبصرات قد تخفي بعض المعاني التي في بعض المبصرات وقد تظهر بعض المعاني التي في بعض المبصرات، وكانت الأضواء الضعيفة التي تكون في المبصرات قد تظهر بعض المعاني التي في بعض المبصرات وقد تخفي بعض المعاني التي في بعض المبصرات، وكانت الأجسام المتلونة قد تتغير ألوانها بحسب اختلاف الأضواء التي تشرق عليها، وكانت الأضواء القوية المشرقة على البصر قد تعوق البصر عن إدراك بعض المبصرات، وكان البصر مع جميع ذلك ليس يدرك شيئا من المبصرات إلا إذا كان مضيئا، فإن الصورة إذن التي يدركها البصر من المبصر إنما تكون بحسب الضوء الذي في المبصر وبحسب الأضواء التي تشرق على البصر في حال إدراكه لذلك المبصر وعلى الهواء المتوسط بين البصر والمبصر.
[28] فأما لم الأضواء القوية تعوق البصر عن إدراك بعض المبصرات فإنا نشرح علة ذلك عند كلامنا في كيفية الإبصار.
الفصل الخامس في هيئة البصر
[1] البصر مركب من طبقات وأغشية وأجسام مختلفة، ومبدؤه ومنشؤه من مقدم الدماغ.
[2] ينشق من مقدم الدماع عصبتان جوفاوان متشابهتان يبتدئان من موضعين عن جنبتي مقدم الدماغ ويقال إن كل واحدة منهما طبقتان وأنهما ينشآن من غشاءي الدماغ فينتهيان إلى الوسط من ظاهر مقدم الدماغ، ثم يلتقيان فيصيران عصبة واحدة جوفاء، ثم تنقسم هذه العصبة فتصير أيضا عصبتين جوفاوين متساويتين، ثم تمتد هاتان العصبتان حتى تنتهيا إلى حدبتي العظمين المقعرين المحيطين بجملتي العينين.
[3] وفي وسطي تقعيري هذين العظمين ثقبان متساويان نافذان وضعهما من العصبة المشتركة وضع متشابه. فتدخل العصبتان في هذين الثقبين وتخرجان إلى تقعيري العظمين، فإذا وصلا إلى تقعيري العظمين انتشرا واتسعا وصار طرف كل واحد منهما كالقمع. وكل واحدة من العينين مركبة على هذا الطرف من العصبة الذي هو كالقمع وملتحم به. ووضع كل واحدة من العينين من العصبة المشتركة وضع متشابه.
[4] وجملة كل واحدة من العينين مركبة من عدة طبقات.
[5] فأولها شحمة بيضاء تملأ مقعر العظم وهي معظم العين وتسمى الملتحمة.
Halaman 127