371

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genre-genre

[37] وإذا كان المتحرك على بعد متفاوت، وكانت حركته على سمت الشعاع الممتد إليه من البصر، وأدركه البصر زمانا يسيرا، فإن البصر لا يدرك المسافة التي قطعها ذلك المتحرك في ذلك القدر من الزمان. لأن البصر يدرك المتحرك الذي على هذه الصفة على سمت واحد وعلى وضع واحد إذا كان متحركا على سمت خطوط الشعاع الممتدة إليه من البصر. وإذا كان المتحرك الذي بهذه الصفة متحركا على وجه الأرض فإن البصر لا يدرك المسافة التي تحرك عليها لتفاوت البعد. وليس يدرك البصرحركة المتحرك الذي بهذه الصفة إلا إذا أحس بأنه قد قرب أو قد بعد. وليس يحس ببعده وقربه من البعد المتفاوت إلا إذا قطع مسافة مقتدرة، لأنه إن كانت حركته في جهة التباعد فليس يحس بحركته إلا إذا تصاغر مقداره أو أدرك المسافة التي قطعها، وإن كانت حركته في جهة التقارب فليس يحس بحركته إلا إذا عظم مقداره أو أدرك المسافة التي قطعها. وليس يتصاغر مقدار المبصر بعد أن أدركه البصر من البعد المتفاوت ولا يتعاظم إلا إذا قطع مسافة مقتدرة. ولا يدرك البصر أيضا المسافة التي يقطعها المبصر المتفاوت البعد إلا إذا كانت مقتدرة. فإذا أدرك البصر المبصر الذي على هذه الصفة، ولم يثبت في مقابلته إلا زمانا يسيرا، ولم تكن حركته شديدة السرعة، فليس يحس البصر بحركته لأنه ليس يقطع في الزمان اليسير مسافة مقتدرة يصح أن يدركها البصر من البعد المتفاوت أو يتصاغر أو يتعاظم.

[38] وإذا لم يحس البصر بحركة المبصر فإنه يظنه ساكنا، وإذا أدرك البصر المبصر المتحرك ساكنا فهو غالط في سكونه، ويكون غلطه غلطا في القياس لأن السكون ليس يدرك إلا بقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج بعد المبصر عن عرض الاعتدال لأن المبصر الذي بهذه الصفة إذا كان على بعد معتدل، وكان على وجه الأرض أو مسامتا لأجسام مرتبة، فإن البصر يدرك وجه الأرض، ويدرك الأجسام المرتبة التي تسامت بعده، ويدرك المسافة التي يقطعها ذلك المبصر المتحرك في الزمان اليسير الذي يدرك في مثله الحركات، إذا لم تكن حركته في غاية البطء، ويدرك حركته على ما هي عليه إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال.

.يا.

Halaman 434