155

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genre-genre

[25] وأيضا فإن الانعطاف الذي يكون من النقط التي تحصل في سطح الانعطاف ما كان منها قريبا من السهم يكون انعطافه يسيرا، وما كان منها بعيدا من السهم يكون أشد انعطافا لأن الانعطاف إنما يكون بحسب الزوايا التي تحدث بين الخطوط التي ترد عليها الصور وبين الأعمدة التي تقوم على سطح الانعطاف، والخطوط التي تحيط مع الأعمدة بزوايا أصغر يكون انعطافها على زوايا أصغر، والخطوط التي تحيط مع الأعمدة بزوايا أعظم يكون انعطافها على زوايا أعظم. وخطوط الشعاع ما كان منها قريبا من السهم يكون ميله على سطح الانعطاف أقل، فهو يحيط مع الأعمدة التي تقوم على سطح الانعطاف بزوايا أصغر. وما كان منها بعيدا عن السهم يكون ميله على سطح الانعطاف أكثر فهو يحيط مع الأعمدة التي تقوم على سطح الانعطاف بزوايا أعظم. فالنقط التي تكون قريبة من السهم يكون انعطافها أقل من انعطاف النقط البعيدة من السهم، وكلما كان من النقط أشد تباعدا من السهم كان أكثر انعطافا. والصور التي انعطافها أقل تكون أشد تحققا وأقل تشعثا من الصور التي انعطافها أكثر. فالصور التي تحصل في موضع الانحناء من تجويف العصبة تكون النقطة منها التي على السهم أبين من جميع النقط الباقية وأشد تحققا، وما قرب منها يكون أشد تحققا مما بعد.

[26] وهذه الصور هي التي تمتد إلى العصبة المشتركة وهي التي منها يدرك الحاس الأخير صورة المبصر. وإذا كانت هذه الصورة التي تحصل في موضع الانحناء من تجويف العصبة مختلفة الأحوال، والنقطة منها التي وردت على السهم أشد تحققا من جميع النقط الباقية، وما قرب من هذه النقط أشد تحققا ما بعد، فالصورة إذن التي تحصل في العصبة المشتركة التي منها تدرك القوة الحساسة صورة المبصر تكون مختلفة الأحوال، والنقطة منها النظبرة للنقطة التي عليها السهم من سطح المبصر تكون أشد تحققا من جميع النقط الباقية من الصورة، وما قرب من هذه النقط يكون أشد تحققا مما بعد. فصور المبصرات التي يدركها البصر ما كان منها عند السهم يكون أبين عند الحس وأشد تحققا مما كان عند أطراف الخطوط الباقية من خطوط الشعاع، وما كان عند أطراف الخطوط القريبة من السهم يكون أبين مما كان عند أطراف الخطوط البعيدة من السهم.

Halaman 214