وقال الشافعي: من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نَبُلَ مقداره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه، ومن لم يصُنْ نفسه لم ينفعه علمه١.
وقال الشافعي في ذم الكلام:
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعًا ... في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم ... وفي الذي حُمِّلوا من حقه شُغُل٢
قال علي بن سهل: لما قرأ الرشيد كتاب الولاية للأمين والمأمون بمكة سكت الناس، فقام شاب فقال: يا أمير المؤمنين:
لا قصَّرا عنها ولا بَلَغَتْهما ... حتى يطول بها لديك طوالها
فبكى هارون الرشيد وأبكى الناس وقال: من هذا الفتى؟ فقالوا: هذا فتىً يقال له محمد بن إدريس الشافعي ﵀ ٣.
قال الشافعي: لما رجعت إلى مكة وقد شاطرني مالك جميع ماله وصلحت حالي بهدايا جاءتني من دق خراسان وقباطي٤ مصر، خرجت العجوز - يعني أمه - فضمتني إلى صدرها فلما هممت بالدخول فقالت لي العجوز: أين] ١٢٦/أ [