166

Manazil Aimma

منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد

Penyiasat

محمود بن عبد الرحمن قدح

Penerbit

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Lokasi Penerbit

الرياض

قيل: لما حج الرشيد دخل المدينة فقيل له] /١١٧ب [: قد صنف مالك بن أنس كتابا في الشرائع والآثار، فأنفذ إليه يستحضره الكتاب، فقال مالك: هذا كتاب قد جمعت فيه السنن والآثار ثم يسومني حمله إليه، لا فعلت ذلك. فقيل له: إنه جبار ولا نأمنه عليك. قال: فإذا أذل نفسي ولا أذل علمي، فقام إليه، فقال: يا أمير المؤمنين حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "العلم يؤتى ولا يأتي" ١، ونزل عليه جبريل وعنده ابن أم مكتوم، بقوله تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢فرأى الكآبة في ابن أم مكتوم، وعرج ثم هبط في أسرع من طرفة عين بقوله تعالى: ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَر﴾ ِ٣فهذا جبريل قطع هذه المسافة لهذا الحرف، وأنت تسومني أن أحمل كتابا جمعت فيه سنن رسول الله ﷺ والآثار؟! فقال: لا يا أبا عبد الله، بل نأتيك في بيتك فنسمعه منك. وأمر أن تسرج الدواب فقال: يا أمير المؤمنين حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ قال: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"٤

١ ذكره العلامة علي القاري في المصنوع في معرفة الحديث الموضوع (ح١٩٨) وفي الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (ح٣٠٠)، قال القاري: هو من قول مالك للمهدي حين دعاه لسماع ولديه منه، وقاله لهارون حين التمس منه خلوة للقراءة. اهـ ٢ سورة النساء /٩٥. ٣ سورة النساء /٩٥. ٤ أخرجه الإمام أحمد ٤/٢٣٩، ٥/١٩٦، والترمذي (ح٢٦٨٢)، والدارمي (ح٣٤٢)، وأبو داود (ح٣٦٤١،٣٦٤٢) عن أبي الدرداء ﵁.

1 / 189