Manar Huda
منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (ع)
Genre-genre
امعان النظر فيها والتروي في معانيها يوصل الى فهم ذلك منها ، ومن هذا كله يعلم بطلان ما قال ابن ابي الحديد : واما الوراثة فالامامية يحملونها على ميراث المال او الخلافة ونحن نحملها على وراثة العلم انتهى ، وقد تحقق لك ان الامامية لا يحملونها على وراثة المال لاجماعهم على ان لا وارث مع ولد من ذوي النسب الا الأبوان ، فكلام ابن ابي الحديد فرية عليهم ، اللهم الا بعد وفاة فاطمة فميراث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المالي بواسطتها ينتقل الى علي ( عليه السلام ) وولديها الحسن والحسين فيجتمع لهم هنالك المراتب والمال ، واما قبل وفاتها فعلي ( عليه السلام ) وارث في الامامة ولوازمها لا يحمل الامامية الوراثة هنا إلا على هذا وهي صريحة فيه ، واما تخصيصه اياها بوراثة العلم فهو تخصيص للعام بالرأي ، وتقييد للمطلق بالاستحسان ، وذلك ميراثه واصحابه من أسلافهم كما سيأتي القول فيه ، وليس ذاك بجائز اذ ليس عليه من الشرع دليل فما الى القول به سبيل مع ان قوله غير وارد علينا ولا مناقض لنا ، بل مواقف لما نقول ، لأنا نذهب الى ان وارث علم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجب ان يكون هو الامام بعده ، ولا يجوز ان يتقدم عليه احد من الناس كما بيناه فيما سبق من المقدمة والفصل الأول من وجوب تقديم الأفضل على المفضول ، فقوله لنا لا علينا بل نزيد على ذلك ونقول ان العقل السليم يجزم بان وارث علم النبي هو الوارث مقامه وانهما متلازمان لا ينفك احدهما عن الآخر عقلا ، ووجهه يؤخذ مما اسلفنا من التحقيقات ومن تأمل وانصف عرف صحة ما نقول.
** واما ما ورد بلفظ الأحقية والأولوية :
صلى الله عليه وآله وسلم ) لما نزل ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بعد انصرافه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من غزاة حنين جعل يكثر من سبحان الله استغفر الله ثم قال : (يا علي انه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح ودخل الناس في دين الله افواجا وانه ليس احد
Halaman 261