إن القرية قد تبين أمرها
إن كان ينفع عندك التبيين
حتى انطلقت بحظها لي ظالما
وأبو يزيد بتريها مدفون (1)
ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وتبعه المسلمون، خرجوا من دورهم وأموالهم إلى الله وخرج فيمن خرج منهم بنو جحش بن رباب خلفاء بني أمية، فعدا أبو سفيان على دورهم فباعها عمرو بن علقمة أخي عامر بن لؤي، فلما بلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان في دارهم، ذكر ذلك عبد الله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: «ألا ترضى يا عبد الله أن يعطيك الله بها دارا في الجنة».
قال: بلى.
قال: «فذلك لك» (2).
وقال أبو أحمد بن جحش بن رباب وهو يذكر بني أمية وما بينه وما بينهم من الصهر والرحم والحلف، وكان حليفهم وكانت أمه آمنة بنت عبد المطلب، وكانت تحته القارعة بنت أبي سفيان بن أمية:
أبني أمية كيف يظلم جاركم
وحليفكم في العسر واليسر
لا تنقصوا حظي وقد حالفتكم
عند الجمار عشية النحر
وعقدت حبلكم بحبلي عندها
وأخذت منكم واثق النذر
ولقد دعاني غيركم فأبيتهم
وذخرتكم لنوائب الدهر
فوصلتم رحمي وحقن دمي
بكم ومنعتم عظمي من الكسر
لكم الوفاء وأنتم له أهل
إذ في بيوت سواكم الغدر
منع الرقاد فما أغمض ساعة
هم يضيق بذكره صدري
فلم يقبلوا عليه وأمضى أبو سفيان بيع دارهم فقال أبو أحمد بن جحش بن ريان:
Halaman 73