247

Kebaikan dan Keburukan

المناقب والمثالب

Genre-genre

من أغلوطاته فادعى أنه خال المؤمنين ولو ألزم ظاهر حكم ذلك على قوله، لحرم عليه نكاح المؤمنات، إذ هو خالهن بزعمه، ولكن الله لم يجعل هذا نسبا ينسب به ولا يتوارث من أجله، ولو كان ذلك لورث نساء النبي المؤمنين به وورثهن المؤمنون من أجله، وقد قال الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة (1) فلم يتوارثوا بهذه التسمية ولا أوجبت لهم نسبا ولا قرابة، ولو كان ذلك أيضا لحرم على بعضهم نكاح بنات بعض، إذ حرم على الرجل أن ينكح ابنة أخيه، ولكنه أراد بهذا الفتنة، وأراد بأمومة أزواج النبي ألا ينكحن بعده لما امتدت لذلك أعين بعضهن، وقلن: لو طلقنا لكان لنا في قومنا أكفاء.

واعتزلهن رسول الله صلى الله عليه وآله شهرا وخيرهن بعد ذلك فاخترنه، إذ علمن أنهن حرمن على المؤمنين غيره، وأكد الله تعالى ذلك بالبيان فقال: وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما (2).

هكذا جاءت الأخبار في هذا، وظاهره تغليظ عليهن فيما قلن، لا أنه شرف يشرف به من ناسبهن، ولا أدري كيف جاز لمعاوية أن يكون خالا للمؤمنين، فيتبع لذلك ويكون إماما متبوعا من أجله؟

وهو إنما أراد بذلك القيام على محمد بن أبي بكر ليقتله، لأنه قتل عثمان فيما ذكر، ومحمد بن أبي بكر أحق بهذا الاسم منه، لأنه أخو عائشة وعائشة عندهم أفضل من رملة، مع ما لهذا من أبوة أبي بكر وقديم الإسلام، فكان الواجب على هذا القول أن يكون هو المتبوع لا معاوية.

Halaman 253