مكاتبة ومراجعة كانت بينهما يطول ذكرها.
وأعد معاوية المغيرة بن شعبة وأبا مريم السلولي للشهادة على ذلك، فلما حضر زياد جمع معاوية الناس إلى المسجد وصعد المنبر، وقد أعد المغيرة وأبا مريم وحضر زياد، فحمد الله معاوية وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد، فإني أنشد الله رجلا علم من أبي سفيان علما في زياد إلا قام به، فإني قد علمت أنه ابن أبي سفيان حقا، غير أني أحببت أن يقوم بذلك شاهدان من المسلمين ولا أقتصر على علمي.
فقام أبو مريم فقال: أشهد أن أبا سفيان قدم علينا الطائف وهو يريد اليمن، فبدأ بنا فقال لي: هل تعلم مكان امرأة أصيب منها؟
فقلت له: ما بحضرتنا إلا سمية بغي بني علاج.
قال: فانطلق فأتني بها.
فأتيته بها فكانت معه، فلما قضى منها حاجته قلت: كيف وجدتها؟
قال: لا بأس بها على دفرها وعظم ثديها.
فخاف معاوية أن يغضب زياد بذلك فينكره فقال لأبي مريم: رحمك الله إنما قمت شاهدا ولم تقم شاتما، فدع هذا وقصد ما لا بد منه.
قال: نعم، ثم قال لي أبو سفيان: يا بني قد وطئت هذه الجارية عند طهرها ومن حقي عليك أن تحبسها عندك حتى تستبرئ رحمها.
قال: فحبستها عندي حتى كلفت وجنتاها وتفتل شعر عينيها واسودت حلمتا ثدييها ونتا بطنها ثم ولدت، فحبست مذ يوم وقع بها إلى يوم ولادتها، فوجدتها ولدته تماما.
ثم قام المغيرة بن شعبة فقال: أشهد أني كنت مع أبي سفيان بفناء الكعبة قبل ذهاب بصره، فمر بنا زياد غلاما خضا بضا يقول صغيرا حين نشأ، فنظر إليه أبو سفيان نظرا أنكرته فقلت: لشد ما نظرت إلى هذا الغلام يا أبا سفيان.
Halaman 238