رسول الله. ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه (1).
وكان قد قتل يوم بدر حنظلة بن أبي سفيان قتله علي عليه السلام وأسر أخوه عمر بن أبي سفيان فأرسل إلى أبيه ليفديه فقال: ما كنت بالذي يجمع على دمه وماله، يقتلون حنظلة وأفدي منهم عمر يصنعون به ما أحبوا. فأبقاه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وكانت قريش قد عهدت ألا تعرض لمن جاء مكة حاجا أو معتمرا، فخرج سعد بن النعمان بن أكال أخو بني عمرو بن عوف وكان شيخا كبيرا معتمرا، فعدا عليه أبو سفيان بمكة فاحتبسه وقال: ما كنت ببارح أو يخلي ابني وقيده. فأرسل سعد إلى قومه يخبرهم الخبر.
وقال أبو سفيان في ذلك:
أرهط ابن أكال أجيبوا دعاه
غداة دعا لا تسلموا السيد الكهلا
فإن بني عمر لئام أذلة
لئن لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا
فأتى قومه رسول الله صلى الله عليه وآله فأعلموه بذلك فأطلق عمر وسرح أبو سفيان سعدا.
واستشهد يوم بدر من المسلمين أربعة عشر رجلا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار، وانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة بالغنائم والأسارى، قد أظفره الله من المشركين وأتى أهل قريش إلى مكة منهزمين، وكان أبو لهب قد تخلف فبعد أن قدم المنهزمون عليه من قريش بسبع ليال، ضربه الله بقرحة يقال لها: العدسة (2)، فمات منها.
وقال علي صلوات الله عليه في مثان يوم بدر:
Halaman 150