فأيس عمرو وشمت به عمارة وكانا لما خرجا من مكة إلى أرض الحبشة، ركبا في سفينة فشربا ذات ليلة وهما في البحر خمرا، فانتشى عمارة وكان رجلا جميلا عاهرا مغرما بالنساء، وكانت مع عمرو امرأته فجعل يحدثها عمارة حتى صبا بها فقال لها:
قبليني قبلة.
وعمرو معه يسمعه، فامتنعت عليه المرأة، فألح عليها فقال لها عمرو: قبلي ابن عمك.
ففعلت، ثم قام عمرو إلى شفير السفينة ليبول، فقام إليه عمارة فدفعه فألقاه في البحر، فسبح عمرو حتى تعلق بالسفينة فصعد ونجا من الغرق.
فقال عمارة: ما علمت أنه يسبح.
وإنما أراد به أن يغرق فيموت فيصل إلى امرأته، فكظم عمرو عليها لئلا يفسد ما جاءا له، فلما كان من أمر النجاشي ما كان إليهما انتهى إلى عمرو أن عمارة وقع ببعض نساء النجاشي، فسأله عن ذلك فأخبره وأعطاه طيبا كانت أعطته إياه امرأة النجاشي، فأخبر عمرو النجاشي وأتاه بالطيب فعرفه، فأمر بعمارة فصنع به صنيعا هلك منه (1).
وأبطأت أخبار المسلمين عن رسول الله صلى الله عليه وآله فقال أبو طالب في ذلك:
ألا ليت شعري كيف في الناي من جعفر
وعمرو واعدى العدو الأقارب
وهل نال إكرام النجاشي جعفرا
وأصحابه أم عاق عن ذاك شاغب
تعلم أبيت اللعن أنك ماجد
كريم فلا يشقي لديك المجانب
Halaman 111