ثم تكلم على شروط الحاجب وقد لخصها المنصور في خطاب وجهه الى المهدي: «لا ينبغي ان يكون الحاجب جهولا، ولا غبيا، ولا عييا، ولا ذهولا، ولا متشاغلا، ولا خاملا، ولا محتقرا، ولا جهما ولا عبوسا..» .
والى هذا المعنى ذهب عبد الملك بن مروان عندما قال لأخيه عبد العزيز «انظر من تجعل حاجبك، ولا تجعله الا عاقلا فهما مفهما، صدوقا لا يورد عليك كذبا، يحسن الاداء اليك والاداء عنك. ومره الا يقف ببابك أحد من الاحرار الا اخبرك حتى تكون انت الآذن له او المانع، فانه ان لم يفعل كان هو الأمير وانت الحاجب. واذا خرجت الى اصحابك فسلم عليهم يأنسوا بك. واذا هممت بعقوبة فتأن بها فانك على استدراكها قبل فوتها اقدر منك على انتزاعها بعد فوتها» .
ويخصص الجاحظ القسم الأخير من كتابه لسرد اخبار واشعار كثيرة في العتاب والهجاء والمديح بسبب الحجاب. منها عدة قصائد للشاعر والكاتب العباسي ابي علي البصير، الفضل بن جعفر النخعي الذي عاش في عهد المتوكل وادرك المعتز. ومنها ابيات للبحتري، ودعبل وابي تمام وابي العتاهية وحماد عجره وغيرهم من الشعراء المغمورين.
1 / 57