٥ و٦- مقدمة رسالة فضل هاشم على عبد شمس ورسالة العباسية
في هاتين الرسالتين يصور الجاحظ الصراع المستحكم بين فخذين من افخاذ قريش على الخلافة. هذان الفخذان هما بنو هاشم وبنو عبد شمس. ويبدو الخلاف بينهما واضحا منذ العصر الجاهلي في تنافسهما على مقاليد السلطة في مكة الممثلة باللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة.. وحسم هذا الخلاف لصالح بني هاشم عندما ظهر النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي يحمل رسالة الاسلام ويبشر بها وينشرها. وبانتصاره على المشركين الذين كان يتزعمهم ابو سفيان بن حرب بن امية بن عبد شمس القرشي. والذي توج بفتح مكة وتسلم النبي محمد مفتاحها. بيد أن الامويين سكتوا على مضض حتى اذا خلف عثمان بن عفان قبضوا على مقاليد السلطة وتوزعوها فيما بينهم لأن عثمان ولى اقرباءه الامويين على الامصار واعتمد عليهم في الحكم. وعندما قتل عثمان على ايدي الثوار وبويع علي أعلن معاوية بن أبي سفيان الأموي العصيان وتمرد على سلطة الخليفة الهاشمي، وبعد حروب طويلة استتب الأمر لمعاوية على اثر مصرع علي على يد عبد الرحمن بن ملجم الخارجي. ولم ييأس بنو هاشم وراحوا يبثون دعوتهم سرا سحابة حكم بني أمية الذي دام زهاء قرن من الزمان
1 / 37