وخص أخاه حمزة على اتباعه إذ أقبل حمزة متوشحا بقوسه راجعا من قنص له فوجد النبي ع في دار أخته محموما وهي باكية فقال ما شأنك قال ذل الحمي يا با عمارة لو لقيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام وجده هاهنا جالسا فأذاه وسبه وبلغ منه ما يكره فانصرف ودخل المسجد وشج رأسه شجة منكرة فهم قرباؤه بضربه فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة لكيلا يسلم ثم عاد حمزة إلى النبي ع وقال غر بما صنع بك ثم أخبره بصنيعه فلم يهش النبي ع وقال يا عم لأنت منهم فأسلم حمزة فعرفت قريش أن رسول الله ص قد عز وأن حمزة سيمنعه قال ابن عباس فنزل أومن كان ميتا فأحييناه وسر أبو طالب بإسلامه وأنشأ يقول
صبرا أبا يعلى على دين أحمد
وكن مظهرا للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالدين من عند ربه
بصدق وحق لا تكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت إنك مؤمن
فكن لرسول الله في الله ناصرا
فناد قريشا بالذي قد أتيته
جهارا وقل ما كان أحمد ساحرا
وقال لابنه طالب
أبني طالب إن شيخك ناصح
فيما يقول مسدد لك راتق
فاضرب بسيفك من أراد مساءة
حتى تكون لدى المنية ذائق
هذا رجائي فيك بعد منيتي
لا زلت فيك بكل رشد واثق
فاعضد قواه يا بني وكن له
إني بجدك لا محالة لاحق
آها اردد حسرة لفراقه
إذ لم أراه وقد تطاول باسق
أتراه يشفع لي ويرحم عبرتي
هيهات إني لا محالة زاهق
وكتب إلى النجاشي
تعلم أبيت اللعن إن محمدا
الأبيات فأسلم النجاشي وكان قد سمع مذاكرة جعفر وعمرو بن العاص ونزل فيه وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول إلى قوله جزاء المحسنين .
Halaman 62