وحصل الاختلاف بعده حتى أنكروا ذلك بعد عرفانه، فمن ذلك ما أخرجه الإمام المؤيد بالله في شرح التجريد عن أبي موسى قال: صلى بنا علي يوم الجمل، ذكرنا صلاة رسول الله إما إن نكون نسيناها أو تركناها على عمد... الخبر.
وفي (مجمع الزوائد) عن سعد بن الحارث قال: اشتكى أبو هريرة أو غاب فصلى بنا أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- فجاء بالتكبير ... الخبر إلى قوله: حتى قضى صلاته، فلما سلم قيل له: اختلف الناس على صلاتك. فقام على المنبر فقال: أيها الناس والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف. هكذا رأيت رسول الله ، قال في مجمع الزوائد: بل هو في الصحاح باختصار، رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. اه.
ثم ساق وجوها من وجوه الاختلاف الواقع بين المحدثين في صفة الصلاة وفي شعائر الحج وغير ذلك، ثم قال:
فلما وقع الاختلاف وتيقن الكذب عليه مع بقاء المنافقين بعده واختلاف الأهواء وحصول الفتن في عهد بني أمية وما وقع فيها مما هو مشهور في كتب التاريخ كما ذكره المدائني في كتاب (الأحداث) وما ذكره غيره .
كان أئمتنا ” أشد الناس تحريجا في صون الحديث وأعزهم فيه شرطا وأتقنهم لقواعده ضبطا...إلخ. انتهى.
Halaman 67