مفاجأة
فسألته والدته عن سبب تأخيره، فحدثها عمن لاقاه في الطريق وعما حدث له معهم، وروى لها قصة الفارس الذي خرج لمساعدته من ذلك القصر، وكيف أنه عاد دون أن يعرف مقره، فشكرت والدته الله سبحانه وتعالى على نجاته.
ثم قال لها: «وفي هذا المساء أقص عليك بقية قصتي.» فقلقت لذلك، ولكنها صبرت حتى المساء حيث جلس إليها وقص عليها ما دار بينه وبين الفتاة من الحديث إلى أن قال: «وأعترف لك يا والدتي أني قد تعلقت بهذه الفتاة، لما رأيت فيها من الكمال واللطف والرقة والجمال، وأظنها كانت سبب نجاتي من أيدي اللصوص، ولكنك حدثتني عن فتاة أخرى، فهل يمكن أن أعرفها يا ترى؟»
وقبل أن يتوارى عن القصر التفت إليه، فإذا بالفتاة تنظر إليه من إحدى نوافذه، فسار وهو مشغول الفكر بها، وتملكه إحساس لم يكن يحس به من قبل.
فقالت سلمى: «اسمع يا ولدي، أنا لا أريد أن أكرهك على ما لا تحب، وإنما أقول لك إن الزواج من أهم الأمور، ولا بد من التبصر قبل التصميم عليه، وأنا لا أعرف هذه الفتاة وربما تكون موافقة ، وأما تلك فإني أعرفها جيدا وهي من أسرة بني شهاب، ووالدها ليس له غيرها.»
فقال غريب: «وهذه قالت إنها وحيدة أيضا، وهي من أسرة بني شهاب.»
قالت: «كونها وحيدة ليس من الفضائل المعدودة، أما تلك فابنة أمير من الأمراء المقربين لدى الأمير بشير، وقلما ينتقل في سفر مهم إلا ويستصحبه معه.»
فقال غريب: «وهذه كذلك، فما اسم والدها؟»
قالت: «الأمير سعيد.»
فصرخ غريب: «هذه هي بعينها.»
Halaman tidak diketahui