فقالت له بلهجة المتوسل: إن العفو جميل عند المقدرة، وأنا الآن في قبضة يدك يا جان، وسأخبرك أين هي أختك. - إذن أنت تعترفين أنك اختطفتها. - لست أنا، بل السير روبرت. - وأنت شريكته؟ - نعم. - أتعلمين أين هي؟ - نعم. - قولي. - بشرط أن تنقذني من غضب السير روبرت.
فدهش جان وقال لها: كيف ذلك؟
قالت: أصغ إلي. فقد كنت مصممة أن أحاربكم جميعكم، ولكني أجد الآن أن ذلك فوق مقدرتي، وأعترف أني مغلوبة، غير أني أسأت إلى نفسي بقصد الإساءة إليك، فأخبرت السير روبرت بكل الأمر وقلت له: إنك نوري مثلي وإن روجر من النور أيضا، فجعلني آلة لكشف هذه الأسرار؛ فإذا أخبرتك أين هي غضب علي وطردني لا محالة.
وكانت تتكلم والدموع تسيل من عينيها بحيث خدع جان بدموعها بالرغم عن حذقه واختباره، فهاجت في صدره عوامل المروءة وقال لها: إنه إذا طردك أقمت بيننا وكنت على خير حال.
فهزت رأسها وقالت: إنك لا تعلم ما ألقاه من اليأس لهذا التبديل؛ فقد تعودت أن أعيش عيش الترف والنعيم، وأن أكون من شريفات الإنكليز، ولذلك قاومتك وأردت أن أكون زوجة المركيز، غير أني ندمت لما بدا مني، فلا تقذف بي إلى الحضيض. دعني أعيش مع الذي جعلني وريثته فلا أقاومك بعد الآن.
قال: سوف نرى، فقولي لي الآن أين هي أختي؟ - إنها هنا، وأنت لديك كثير من الجواسيس، فاجمعهم وتسلقوا الجدران، بل هاجموا القصر؛ فإنك تجدها ولا يتهمني السير روبرت أني بحت بسره. - أين هي أختي ...؟ قولي ... والويل لك إذا ماطلت.
فتكلفت هيئة الرعب الشديد وقالت: خير لي أن أعيش شقية مترددة من أن أموت في العشرين من عمري، وسأرشدك إلى المكان المسجونة فيه. - إذن سيري أمامي، وثقي أنك إذا صحت أقل صيحة أغمدت خنجري بين كتفيك قبل أن تصيحي صيحة ثانية.
فقالت بصوت يتهدج بالدموع: إن الله عاقبني بآثامي فلا أعود إلى المقاومة. وقد مشت إلى المغارة ومشى جان في أثرها على قيد خطوة، حتى إذ وصلت إلى باب المغارة وقفت وقالت له: إني لا ألتمس منك غير أمر واحد. - ما هو؟ - هو أن تقيد يدي ورجلي حين تنقذ أختك وتضع كمامة في فمي كي يثق السير روبرت أني ما خنته. - إني أعدك بذلك، والآن إلى أين أنت ذاهبة بي؟ - اعلم أنه يوجد تحت هذه المغارة قاعة سرية لا يعلم سرها إلا أنا والسير روبرت، فخذ بيدي ولندخل إليها وهناك نضيئها. ألديك كبريت شمعي؟ - قال: نعم. ثم أخذ بيدها ولبث خنجره بيده الأخرى، حتى إذا دخلا المغارة أنار جان الكبريت فرأى مغارة متسعة لم يجد فيها بابا فقال لها: أين الغرفة السرية؟ ألعلك هزأت بي؟
قالت: كلا. فانظر إلى هذا الحجر الكبير فإنه يحجب بابها، فإذا أزحته عن موضعه ظهر لك من تحته لولب صغير تضغط عليه فينكشف الباب، ولكني لا أستطيع إزاحة الحجر فهو ضخم كما تراه.
قال: أنا أزيحه. ثم انحنى وجعل يعالج ذلك الحجر الكبير حتى أزاحه وظهر له اللولب كما قالت.
Halaman tidak diketahui