وكانت تتمثل له في كل سبيل، حتى إنه كان يذكرها وهو يقاتل الأعداء، فلما علم أنها خطيبة ليونيل شعر أن قلبه قد انسحق، فكان يجول في غرفته كما يجول الأسد السجين في قفصه.
وكان يهيج في عروقه الدم النوري حتى يتغلب أحيانا على تربيته الإنكليزية، فيتهم نفسه بالجبن لأنه لم يخاصم ليونيل فيبارزه ويقتله.
ثم يعود إليه هداه وتهيج في صدره عوامل الكرم التي فطر عليها، فيفتكر أن ليونيل كان صديقه، وأنه كان يحبه كأخ، فيلعن ذلك الحب الذي ابتلي به، ويعاهد نفسه على إخماد لهيبه بالصبر وتضحية هنائه في سبيل صديقه.
ثم يعود إلى الهياج فينسى كل هذه العواطف الكريمة، ويعجب كيف أن ليونيل لم يأت إليه ويسأله الإيضاح عن مقابلته الجافية، وأين له أن يعلم أن ألن منعته عن مخاصمته؟
وما زال يتغلب على هذا العذاب إلى أن خطر له أن يزور السير روبرت، فكتب إليه ما يأتي:
إن المركيز دي إسبرتهون يتشرف بأن يطلب إلى السير روبرت فالدن مقابلته، ويرجوه أن ينوب عنه بتقديم احترامه لابنة أخيه.
وقد أرسل هذه الرسالة مع رسول، فعاد إليه برسالة من السير روبرت تتضمن ما يأتي:
إن السير روبرت فالدن يقدم للورد إسبرتهون تحياته واحترامه، ويأسف أنه لا يستطيع استقباله لاعتلال طرأ على صحته.
فمزق المركيز الرسالة وهو يتميز من الغيظ، وأطلق سراح الخادم.
وعند ذلك سمع صوت مطرقة على الباب الخارجي، فأطل من النافذة كي يرى الطارق وهو يرجو أن يكون السير روبرت أرسل إليه رسالة أخرى.
Halaman tidak diketahui