157

ففتح الرجل درجا وأخرج منه غلافا محشوا بالأوراق، فقال له: هذه هي قوائم حسابك يا مولاي.

فوقف البرنس منذهلا، وقال له الرجل: وإن هذه القوائم معلم عليها بالوصول من أصحابها. - ولكن ... - هذه هي يا مولاي، فتفضل وانظر فيها.

فافتقدها فوجد عليها تواقيع أصحابها، فخيل له أنه في حلم، وقال له: هل لك أن توضح لي هذا المعمى؟

قال: إن حله سهل يا مولاي، فقد وفوا جميع دائنيك ما خلا الذي كان يطالبك هذه الليلة، وسيوفي حقه غدا. - من الذي وفى عني هذا الدين؟ - المخلصون لسموك يا مولاي. - ربما كنت أنت؟ - نعم يا مولاي. - إذن من أنت؟ - إن اسمي لا يدل على شيء يا مولاي. - ولكني أريد أن أعرفه. - فانحنى الرجل وقال: إني أدعى عثمان. - أأنت هو الناباب عثمان الذي جعلك جاك روجر وريثه الوحيد؟ - نعم يا مولاي. - وأنت الذي وفيت ديني؟

فانحنى عثمان، وقال له البرنس: إذن أنت من كبار الأغنياء. - لست أنا الغني يا مولاي، بل طائفة أتولى زعامتها. - ما هي هذه الطائفة؟ - هذا الذي يستحيل أن أقوله لسموكم. - ولكني أريد أن أعلم. - ليس هذا بسري يا مولاي. - أتعلم أني مدين لك بستة آلاف جنيه؟ - كلا يا مولاي فلست مدينا لي بشيء.

فوقف البرنس وقد بدت عليه علائم الأنفة.

إنه لو وفى البرلمان ديوني لقبلت، وأما أن تفيها طائفة سرية فلا. - أئذا أتيت يا مولاي إلى سراي سانت جيمس والتمست مقابلة سموكم، أتأذن لي بالمقابلة؟ - دون شك. - إذن سأزور سموكم في يوم لا أستطيع أن أعينه الآن، وأطلب مكافأتي عن هذه الخدمة اليسيرة التي تشرفت بتقديمها لمولاي.

فقطب البرنس حاجبيه وأدرك عثمان خوفه من هذا القيد، فقال: اطمئن يا مولاي، فلا أطلب ما يمس بالشرف والواجب.

قال: إذن أبق هذه القوائم عندك؛ فإني أريد أن أبقى مدينك إلى أن أفي هذا الوعد الذي أعدك به اليوم.

فانحنى عثمان وقال: لم يبق لي يا مولاي غير ملتمس ألتمسه من سموكم. - ما هو؟ - هو أن تتفضلوا بكتمان ما كان بيننا. - إني أعدك بالكتمان.

Halaman tidak diketahui